لا يعرف سكان 300 مسكن ببجاية معنى للراحة بسبب انبعاث الروائح الكريهة الناجمة عن النفايات التي تحيط بعماراتهم وانتشار عدد هائل من الفئران والجرذان في الشوارع، مما جعل الكثير من سكان الحي يحاولون هجرة منازلهم بحثا عن مكان آخر أكثر راحة يمكنهم العيش فيه بصورة طبيعية، والبعض منهم قام ببيع بيته والانتقال لمكان آخر الأمر الذي ولد حسرة لدى الكثيرين على ما يعتبرونه منطقتهم التي عاشوا بها لعشرات السنين ووجدوا أنفسهم مجبرين على تركها والبحث عن بديل، بسبب بعض المشاكل التي يمكن حلها ببساطة، حسب رأيهم.. فهل يمكن للجهات المعنية أن تحل هذه المشاكل حتى لا يضطر من تبقى للمغادرة؟ أم أنه على سكان المنطقة أن يختاروا بين خيارين أحلاهما مر، النزوح عنها مع ما يعنيه ذلك من ألم الفراق لربوع الأحبة، أو البقاء مع ما يعنيه من مخاطر صحية وعدم الشعور بالراحة طيلة الوقت حيث كشف لنا سكان الحي أن العيش في المنطقة أصبح لا يطاق بسبب تلوث الهواء وانبعاث الروائح الكريهة على مدى 24 ساعة، مما جعل السكان مجبرين على إغلاق أبواب البيوت ونوافذها بشكل محكم طيلة الوقت حتى لا تتسرب تلك الرائحة التي جعلت الكثير منهم يصاب بمرض الربو. ويوضح المواطنون أن النفايات التي تغطي المنطقة هي الحافز الكبير لتواجد هذه الفئران التي استعمرت الحي وأصبحت تتجول بكل حرية، وكثيرا ما يتعرض الأطفال لهجومات الفئران التي مارست على قاطني المنطقة سياسة هتلر ومنعت الأطفال الصغار من الخروج، كما أن الروائح الكريهة التي تذكم أنوفهم شكلت أضرارا خطيرة خاصة على كبار السن والرضع الذين يتعرضون للاختناق ليلا، وهو ما جعلهم يطالبون عبر الشروق بضرورة التدخل العاجل للسلطات المحلية على رأسها البلدية مصالح النظافة لوضع حد لمعاناتهم التي طالت. من جهته نائب رئيس البلدية أبدى استعداده الكامل لمساعدة سكان الحي حيث طالبهم بتخصيص يوم للقيام بحملة تطوعية لنظافة الحي ومن جهة البلدية ستقدم لهم كل المستلزمات كشاحنات النفايات وتخصيص بعض أعوان النظافة للقضاء على مشكل النفايات والجرذان.