فتحت الجهات الأمنية المختصة ببلدية وادي الفضة الواقعة بالمدخل الشرقي لعاصمة ولاية الشلف تحقيقا معمقا حول شخص خطير احترف النصب والاحتيال، راحت ضحيته عائلة في ذات البلدية قبل انكشاف أمره، علما أن هذا المتهم في العقد الخامس من العمر وينحدر من إحدى ولايات الشرق. وحسب المعلومات التي وردت إلى الشروق اليومي، فإن الشخص المذكور انحصر مجال احتياله بشكل خاص على الفتيات العوانس اللواتي فاتهن قطار الزواج، حيث كان يتعرف عليهن ويوهمهن برغبته في الزواج قبل أن يسلب منهن أموالهن تحت ذرائع وحجج واهية كحاجته إلى المال لأجل إكمال مشروع بناء البيت الذي سيأوي إليه رفقة زوجته ثم يختفي بعد ذلك في لمح البصر، ولا يعود أبدا. وهو ما حدث مع العائلة المذكورة، حيث تعرف على ابنتهم التي تبلغ من العمر 36 سنة، وأقنعها بالزواج معه بعد أن قدم نفسه على أنه طبيب ويعمل في إحدى المستشفيات، وهي ذات الرواية التي ألقاها على مسامع أهل تلك الفتاة الذين فرحوا أنهم أخيرا وجدوا عريسا لابنتهم، علما أن ذلك المحتال ذهب سريعا في تأكيد جديته في الزواج، حيث تقدم لخطبتها وتم الاتفاق على مهر قدره 10 ملايين سنتيم خلال حفل الخطوبة الذي حضره كثير من المدعوين، وكان كل شيء يسير بطريقة عادية، أمام أعين الفتاة وأهلها بداية من مراسيم الخطبة ومرورا بالتحضير لمراسيم الزفاف، وإعلان ذلك بصفة رسمية، لكن المحتال المذكور كان في غضون ذلك يسير وفق خطته التي رسمها لأجل الإيقاع بخطيبته وأهلها الذين صدقوا رغبته في الزواج بابنتهم، حيث لم تمض على حفل الخطوبة سوى أيام قليلة حتى طلب ذلك المحتال من خطيبته مساعدتها له وأنه في حاجة إلى مبلغ من المال، حتى يتمكن من تسوية بعض الأمور العالقة والمستعجلة ولأن الفتاة صدقت أنه زوج المستقبل الذي ستعيش معه طول حياتها داخل سقف واحد قدمت له كل ما تملك من مجوهرات بلغت قيمتها 15 مليون سنتيم، ولم تكتف بذلك، حيث أضافت له مبلغ 10 ملايين سنتيم، وهو المهر الذي قدمه لها أثناء الخطبة، وكم كانت صدمة الفتاة المذكورة كبيرة رفقة أهلها بعد أن اختفى عن أنظارهم نهائيا، ولم يعد حتى يتصل بخطيبته التي كان قبل ذلك دائم الاتصال بها، بل إنه عمد إلى تغيير رقم هاتفه، ليكتشفوا أنهم وقعوا ضحية نصب واحتيال، فأودعوا بعد ذلك شكوى لدى الجهات المعنية التي ألقت عليه القبض من خلال اقتفاء رقم هاتفه.