أصبحت مقاهي الأنترنت في العاصمة ملاذ الكثير من الشباب الذين يفضلون تمضية الوقت خلال شهر رمضان خارج المنزل أو العمل، خاصة وأن هذه المقاهي مزودة بالمكيفات الهوائية مما يجعل هؤلاء يهربون إليها من لسعات الشمس الحارقة في الشوارع، لكن تطور الوضع لتتحول هذه الأماكن إلى مظاهر تخدش الحياء أحيانا، خاصة وأن خدمات " الشات " و " مسنجر " و " فايس بوك " و " تويتر " ، وغيرها من الخدمات تتيح للشباب فرص الانزلاق عن الطريق المستقيم دون الشعور بحرمة الشهر الكريم . * حقائق وقفت عليها "الشروق" في بعض مقاهي الانترنت، خاصة فيما يتعلق ب"الشات" وأجهزة "الواب كوم" التي تسهل على الشباب الاتصال بسهولة عبر خدمة الدردشة، وبجميع القارات، حيث أبحر بعضهم في ملذات الحياة من خلال ربط علاقات تشوبها دردشة وتصرفات تخدش الحياء، وأصبح الحديث مع الطرف الآخر يحدث بلبلة في مقاهي الانترنت لدرجة إزعاج الذين جاءوا من أجل الاطلاع على أمور أخرى مفيدة . حادثة غريبة حضرتها "الشروق"، كانت بطلتها فتاة في ال25 سنة من عمرها كانت تتحدث في مقهى انترنت وسط العاصمة، عبر "الواب كوم" مع مغترب في فرنسا وتتبادل معه عبارات العزل بصوت عال، وعرّت على جانب من كتفها، حتى يراها عبر كاميرا "الواب كوم"، وقد أثارت نوعا من الإزعاج ولفتت انتباه الجميع . وتطول هذه المعاكسات عبر الواب كوم لدى البعض لأكثر من 4 ساعات. بل أصبحت بعض الفتيات تتفنن والطرف الآخر عبر الدردشة أو "الواب كوم" حتى وصلت لانزلاق عن الأخلاق في الشهر الكريم، مثل ذلك شابة في مقهى انترنت شرق العاصمة تمادت خلال الدردشة الصوتية مع صديق لها لعبارات شدت إليها باقي الزبائن حتى اضطر صاحب المقهى لطردها . وأكد أصحاب مقاهي الانترنت أن هذه المظاهر ارتفعت بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان، خاصة وأن فئة لا يستهان بها من المراهقين يتوافدون يوميا على الانترنت، وقال هؤلاء إن الفتيات من أكثر المستعملات للواب كوم للدردشة مع أجانب أو مغتربين جزائريين في الخارج. وهذا لا يعني، حسبهم، أن الاهتمام يرتكز فقط حول ربط العلاقات مع الطرف الآخر، بل أن فئة أخرى تدمن الألعاب الالكترونية، بينما أصبحت المسلسلات التلفزيونية والمقابلات الرياضية من أهم ما يثير فضول زبائن مقاهي الانترنت، خاصة بعد تطور خدمة الشبكة العنكبوتية. وفي ظل هذه الخدمة وهروب الشباب من الفراغ في شهر الصيام، يسارع أصحاب مقاهي الانترنت إلى استقطاب الزبائن بطريقتهم الخاصة ومن خلال تهيئة القاعات بالمكيفات الهوائية وبالديكورات وهدوء المكان، وتوفير السماعات وأجهزة الواب كوم لتصبح مقاهي الأنترنت فضاء يطل على العالم ويأخذ الشباب للجنة التي يحلم بها ويطير به بعيدا عن الشيء الذي يريد أن يتخلص منه أو ينساه، غير أن التمادي في ذلك يبعده أحيانا عن ضوابط الشريعة وعن ما هو مكروه ومحرم في شهر التوبة والغفران.