دخول قانون منع استيراد "الألبسة المستعملة" والمعروفة باسم الشيفون حيز التطبيق لم تظهر آثاره إلا مع اقتراب عيد الفطر المبارك والدخول الاجتماعي الجديد .. حيث ارتفعت أسعاره بشكل لافت ومنافس للألبسة الجديدة المستوردة، كما اختفت الكثير من الأسواق الشعبية التي كانت شبه مخصصة لبيع هذا النوع من السلعة فقط .. وكان باعة الشيفون في الأعياد العشر الماضية بعد أن صار الشيفون لباس عامة الناس يتجهون إلى ولاية تبسة لأجل اقتناء سلعتهم، ولكن السلعة التي صارت الآن تهرّب بعد أن كانت تدخل بالأطنان بصفة قانونية لم تعد تكفي ولاية تبسة، فما بالك ببقية الولايات، والندرة أدت إلى ارتفاع أسعارها وصارت تنافس الألبسة الجديدة، وأحيانا تتفوق عليها، وبلغ سعر الحذاء في أسواق تاجنانت بولاية ميلة والخروب بولاية قسنطينة بشرق البلاد أزيد عن 2000 دج، ويروّج على أنها سلعة من آخر صيحة ومن أشهر المحلات العالمية .. ولم يبق بمقدور الفقراء والمعوزين سوى السلع المستعملة محليا أي الشيفون الجزائري، وهو لا يلقى رواجا بسبب كونه محلي أو صيني الصنع وكونه أيضا في منتهى القدم، لأن عامة الجزائريين لا يرمون ثيابهم إلا بعد أن تصبح غير صالحة للارتداء تماما .. وإذا كانت مختلف المصانع وعددها خمسة بقلب مدينة تبسة قد سرّحت عمالها الذين كانوا يسهرون على ترتيب وغسل وتوظيب الألبسة المستعملة، وهناك من المصانع مازالت تكمل ما تبقى من سلعة لتغلق أبوابها إذا كان هذا حال مصانع الشيفون التي فتحت المئات من مناصب الشغل، فإن المتضرر الأول هو الزبائن، خاصة أن الأشهر الأخيرة قبل إعلان قانون منع الاستيراد تميزت بتنويع الاستيراد الذي طال الأغطية والزرابي ولعب الأطفال وأشياء أخرى للزينة وأشياء أيضا ممنوع استيرادها في كل العالم مثل الألبسة الداخلية النسائية والرجالية ومناشف الحمامات المستعملة وهي خطيرة صحيا بسبب سهولة نقلها للأمراض والأوبئة المعدية ..كما أن الشيفون الراقي أيضا اختفى وكان زبائنه من الأثرياء والمسؤولين الكبار الذين يعلمون أن أي طقم رجالي جديد مماثل في أي دولة أوربية لن يقل سعره عن ألف أورو، بينما يمكن اقتناؤه هنا في حالة جيدة ولم يزد زمن استعماله عن مرات قليلة بسعر لا يزيد عن 10 آلاف دينار .. وهناك محلات أيضا أغلقت أبوابها خاصة في عاصمة الهضاب سطيفالمدينة الأكثر استعمالا للشيفون، حيث فتحت محلات حتى في أرقى الأحياء مثل دالاس لبيع الشيفون، وزبائنه من وجهاء ومن أثرياء المدينة، وكان الشيفون قد لاقى اهتمام حتى المهاجرين الذين يعودون في كل صيف، ولكنه الآن اختفى ورغم بعض نقاط البيع في مختلف الأسواق، إلا أنه آخر أنفاس الشيفون أو بقاياه فقط.