قال اسماعيل قوادرية الأمين العام الحالي لنقابة أرسيلور ميطال ان الوضع الأمني داخل المركب أصبح خطيرا للغاية. وكشف يوم أمس الخميس في تصريح خاص للشروق اليومي أنه تقدم بشكوى عاجلة أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الحجار ضد أعضاء مكتب لجنة المساهمة بالمركب الذين يتهمهم بالعمل على احداث البلبلة والفتنة وتعريض حياته الشخصية ومن معه الى الخطر. وأوضح أن الأشخاص الذين اقتحموا يوم أمس الأول مقر الوحدة الرئيسية للمؤسسة هم غرباء عن النقابة ولا يتحمل مسؤلية الفعل الخطير المرتكب من طرفهم. وتبرأ قوادرية منهم وناشد المصالح الأمنية والقضائية تطبيق القانون ضد كل المتسببين في احداث الفوضى وممارسة العنف الدموي بهذه المؤسسة الوطنية. وذكر في ذات التصريح أن المفاوضات مع المديرية العامة قد انطلقت بعد ان استجاب مكتب مفتشية العمل بالحجار الى طلبه باستئناف الحوار مع الشريك الأجنبي ومواصلة تحقيق النتائج الايجابية المحققة لصالح العمال -على حد تعبيره. أما رئيس لجنة المساهمة عبد المجيد بواري فقد أوضح هو الأخر في اتصال بالشروق اليومي يوم أمس أن قوات الدرك الوطني بالحجارقد أوقفت يوم الاربعاء 5 غرباء عن مجمع أرسيلور ميطال عندما حاولوا رفقة عدد من النقابيين الموالين لجناح الأمين العام المسحوبة منه ثقة المجلس النقابي اسماعيل قوادرية، اقتحام المركب والتوغل الى موقع الورشات المغاربية (i.m.m) بغرض اعادته الى موقعه النقابي الذي طرد منه منذ أكثر من شهر بعد الأحداث الدامية التي شهدها مركب الحجار للحديد والصلب بين جناحي النقابة المتصارعين. وقد قام أعوان الأمن الداخلي للمركب بالتصدي للمجموعة وتوقيف 5 منهم ينحدرون من حيي ديدوش مراد بوتيح صالح الواقعين بوسط مدينة عنابة وتسليمهم لقوات الدرك الوطني متلبسين بجرم اقتحام مؤسسة اقتصادية وطنية والاخلال بالأمن العام وهي تهم ثقيلة جدا بحسب أحد أعضاء لجنة المساهمة الذي أوضح أن الوضع الأمني داخل المركب أصبح خطيرا للغاية ويستوجب تدخلا سريعا لانهاء حالات التعفن التي يمر بها مركب أرسيلور ميطال منذ أكثر من سنة كاملة. وتؤكد مصادر الشروق اليومي من عين المكان أن الأمين العام للنقابة قد استغل هذه الوضعية الفوضوية وتسلل رفقة عدد من أتباعه الى داخل الوحدة المغاربية، فيما احتشد أكثر من 300 عامل بالوحدة الرئيسية أمام المركب منددين بعملية الاقتحام، ومطالبين المديرية العامة باحترام التعليمة الأخيرة الصادرة عنها والمتضمنه منع تنظيم أي تجمع داخل المركب مهما كان نوعه ومعاقبة المخالفين لهذه التعليمة. ومن المنتظر جدا احالة هؤلاء الموقوفين يوم غد الأحد أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الحجار لمباشرة التحقيق الجنائي في حقهم والكشف عن دوافع وخلفيات ارتكابهم لعملية الاقتحام. وفي سياق محموم ومتسارع لوتيرة الأحداث أصدرت المديرية العامة لأسيلور ميطال يوم أمس بيانا وزع على وسائل الاعلام تكذب فيه جملة وتفصيلا اداعاءات مكتب النقابة باستئناف الحوار معها، وأكدت أن الحوار سيظل معطلا في ظل الصراع الدموي الحاد الدائر منذ أيام بين جناحي النقابة. وكان الأمين العام السابق لأرسيلور ميطال البرلماني عيسى منادي قد كشف للشروق اليومي عن اصرار جهات محلية ومركزية على حسم الصراع النقابي الدائر بمركب الحجار منذ أكثر من سنة على خلفية تحقيق أغراض ومصالح ذاتية بعيدة كل البعد عن مصالح العمال وذلك للمحافظة على مكتسبات هذه المؤسسة الوطنية. وقال ان مسؤولي النقابة الحاليين قد أتلفوا كل أوراق التمثيل النقابي وأدخلوا العمال في متاهات خطيرة، واعتبر دعوة نقابة المركب الأخيرة لاستئناف الحوار مع المديرية العامة مجرد مراوغة وتضليل للعمال من أجل ربح مزيد من الوقت بعد أن فقدت ثقة الجميع. وأوضح منادي أن الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد عندما أصدر تعليمته الأخيرة بوقف الاضراب واستئناف العمل بمركب الحجار انما أراد أن يوجه رسالة واضحة للعمال بعدم جدوى التصعيد والاختفاء وراء المطالب الاجتماعية لتمرير مخططات لاتخدم الشراكة الاقتصادية في البلاد.