قال إسماعيل قوادرية الأمين العام لنقابة أرسيلور ميطال أن أعضاء المجلس النقابي الذين عمدوا نهاية الأسبوع الماضي على سحب ثقتهم منه إنما فعلوا ذلك تحت تأثير ما أسماه باللوبيات النافذة والمرعبة داخل المركب .. وكشف في تصريح للشروق أن والي عنابة أصدر الخميس الماضي تسخيرة أمر فيها قوات الدرك الوطني بالتدخل العاجل لرفع الحصار المفروض منذ أحداث الأربعاء الدامية على مقر النقابة بداخل مركب أرسيلور ميطال، وذلك بطلب من إدارة المركب التي تكون قد ابتهجت -حسبه- من تصرفات أبطال الفتنة الذين يمثلون خليطا من أصحاب المصالح الشخصية وأعضاء لجنة المساهمة الساعين إلى إفشال مكاسب الهيئة النقابية المحققة خلال المفاوضات الأخيرة والمتعلقة بتحسين ظروف العمال.. وكشف قوادرية أن المجلس النقابي للمركب قد أصدر السبت المنصرم بيانا شديد اللهجة حذر فيه من مواصلة حلقات مسلسل الرعب الذي ينشطه مرتزقة موالون للمديرية العامة التي ظلت تراقب الوضع المتأزم دون أن تحرك ساكنا من أجل وقف هذا النزيف مادام ذلك يصب في خدمتها وتملصها من التزاماتها الأخيرة بحسب تعبيره، وأكد قوادرية أن النقابة تدعو اليوم العمال للخروج من دائرة الصمت وعدم البقاء في دور المتفرج. وبلهجة التهديد القصوى ختم المجلس النقابي بيانه - الذي تسلمت »الشروق« نسخة منه- بالإعلان عن اتخاذ قرارات مصيرية في الأيام القليلة القادمة لوضع حد للفوضى والعبث بمصير العمال. وسيتم الاتصال - بحسب مضمون البيان- بالعمال قريبا من أجل تقرير المصير واستمرارية منهج التصحيح وحماية التغيير. أما رئيس لجنة المشاركة عبد المجيد بوراي وفي تعليقه على مضمون هذا البيان فقد أوضح للشروق أن قوادرية يعيش لحظاته الأخيرة بعد أن سحب أغلب أعضاء المجلس النقابي ثقتهم منه، وهذا بعد سلسلة التجاوزات الخطيرة التي ارتكبها في حق العمال والزج بهم في اضرابات وحركات احتجاجية غير شرعية، الغرض منها فقط تحقيق مصالح وأغراض شخصية.. وكشف بوراي أن قوادرية المتابع اليوم قضائيا من طرف المديرية العامة أصبح عاجزا عن إجراء مفاوضات فعالة كونه تحوّل إلى مركز ضعيف ورهن مصيره في أيدي الإدارة العامة، وقال رئيس لجنة المشاركة إن قرار سحب الثقة الذي أرسل إلى كافة الجهات المحلية والمركزية لارجعة فيه، وأن ادعاءات المعني بوجود تزوير في قائمة أعضاء المجلس النقابي لا تتعدى مجال الهروب من مواجهة الحقيقة، مستغربا من ترويج قوادرية لصدور تسخيرة من والي عنابة يأمر فيها قوات الأمن التدخل لرفع الحصار عن مقر النقابة، وكل ما في الأمر أن إدارة المركب وفرّت له الحماية من أجل دخول المركب لمدة معينة لسحب وثائقه الخاصة، وإعادة غلق المقر نهائيا إلى حين قدوم الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد إلى عنابة وإشرافه على انتخاب أمين عام جديد للمجلس النقابي لمؤسسة أرسيلور ميطال خلفا لقوادرية الذي سحبت منه الثقة وإلى الأبد بحسب تعبيره.