سارة ذات أخلاق عالية ووفاتها يبقى لغزا وموتها ليس طبيعيا مباشرة بعد عودتها من البقاع المقدسة ليلة أول أمس، زارت "الشروق" بتلمسان جدة ياسين شقيق المرحومة سارة بن ويس الحاجة مصطفاوي تونزة، التي أصرت أن تدلي بدلوها في قضية لاتزال تشكل لغزا لدى عائلة الفقيدة، حيث لم تصدق بعد أن سارة توفيت رغم إيمان أفراد أسرتها الكائنة بحي الكيفان بتلمسان بالقضاء والقدر، إلا أن ذلك لم يمنع جدة الفقيدة والأم السابقة لوالد سارة من إعادة طرح نفس الأسئلة التي بقيت العالقة دون إجابات مقنعة، وهي الإجابات التي لا يمكن الوصول إليها إن لم نقل دفنت مع المرحومة في مكةالمكرمة. الحاجة تونزة التي لاتزال تحت الصدمة لم تصدق أن سارة توفيت وفاة طبيعية وأن من إتهمتهم الصحف السعودية بمقتل الفتاة كما جاء في الصفحات الأولى لجريدة المدينة التي إطلعنا على نسخة منها أنهم أبرياء من دم الفتاة التلمسانية، فالحاجة تونزة أكدت "أن السعوديين أبرياء، بل أنهم ساعدوني كثيرا منذ علموا بالقرابة التي تجمعني بالفقيدة"، وهو ما أكدته تقول محدثنا تصرفات أفراد الشرطة لحظة تواجدها بالمركز الأمني، حيث راح أعوان الشرطة السعوديون يبرئون مواطني السعودية من أي فعل إجرامي. الحاجة تونزة التي تلقت خبر الواقعة المأساوية عن طريق مكالمة هاتفية من إبنتها من الجزائر لم تكن تعلم أصلا أن سارة ذهبت لأداء العمرة برفقة ولي أمرها إلا بعد تلك المكالمة المشؤومة التي أخلطت أوراقها وبعثرت فكرها، خاصة وأن الحجاج الذين كانوا يرافقون الحاجة تونزة راحوا يتحدثون فيما بينهم عن حادثة إجرامية ذهبت ضحيتها فتاة جزائرية، إلا أن جدة سارة لم تكن تعلم أن الأمر يتعلق بسارة مما دفعها - تقول الحاجة تونزة - من الحجاج أن يدلوها عن موقع الفندق كونها كانت تقيم في فندق قريب من الحرم المكي ويبعد بعدة أمتار عن الفندق الذي كانت تقيم فيه المرحومة، حيث أثناء تواجدها بالمكان أي في اليوم الموالي للواقعة، أكد لها أعوان الشرطة السعودية أن الفتاة سارة فعلا مسجلة في سجل المركز الأمني لتتوجه بعد ذلك إلى مكان إقامتها، حيث كشفت في هذا الشأن أن فنادق مكةالمكرمة وتحديدا أين كانت تقيم تستعمل البطاقة المغناطيسية في فتح أبواب الغرفة مع وجود نسخة ثانية في قاعة الإستقبال وهو النظام المستعمل غالبا في معظم فنادق مكةالمكرمة، وأنها منذ تواجدها بعد الحادثة لم تسمع إلا بعد الأحاديث الهامشية لعل أهمها عندما تحدث أحد السعوديين عن مقتل الفتاة، راح من كان بجواره يطلب منه السكوت وعدم الحديث في مثل هذا الأمر لاحقا، وهو ما أثار إستغراب الحاجة تونزة، التي أكدت أن وفاة الطفلة سارة هو قضاء وقدر، وأنه كان مسطرا لها من قبل الله عز وجل أن تموت في مكةالمكرمة، إلا أن ذلك لم يمنع الزوجة السابقة لوالد الفقيدة من طرح جملة من التساؤلات حول حقيقة هذا اللغز الذي بقي غامضا، خاصة بعد تأكيد السلطات السعودية أن الأمر يتعلق بوفاة ولا وجود لأي فعل إجرامي في رحيل سارة بن ويس عن هذه الحياة الدنيوية، متسائلة في السياق ذاته مادام أن الأطفال يلعبون فوق سطوح الفنادق ويفضلون التجوال في أعالي الفنادق، أين الأمن السعودي، مفندة في ذات السياق ما أشيع عن سارة حول العلاقة العاطفية التي حاول الإعلام السعودي تضليل الرأي العام من خلال نسجه لعلاقة وهمية، مشيرة إلى خصال الفتاة التي أصرت على الذهاب للبقاع المقدسة، حيث أشارت في هذا الشأن متسائلة: "إن كانت المرحومة سارة فعلا تريد ربط علاقة عاطفية فكان من الأفضل لها إختيار شاب من فرنسا أحسن من أن تفضل لها عشيقا من العمال غير الشرعيين في مكةالمكرمة؟". وقد اعتبرت السيدة عمارية أن هذا الكلام هراء وغير منطقي، وأن وفاة سارة بطريقة طبيعية ليس أيضا منطقيا مطالبة بفك هذا اللغز وأن وراء إخفاء الحقيقة أمر يعرفه الجميع إنه الجانب السياحي للسعودية الذي سيتضرر من إن تم كشف الحقيقة، قبل أن تؤكد أن الجزائريين هم أشرف وأخلص الناس عندما يذهبون إلى الحج بشهادة الحجاج المتواجدين بالحرم المكي، وهو ما أكدته الحاجة تونزة التي نقلت لنا شهادة عن الحجاج الجزائريين اللين يعتبرون أكثر الناس خشوعا في عبادتهم للله عز وجل، وهي شهادة تحدث به حجاج عرب جلست إليهم الحاجة تونزة التي لم تخف حزنها عن سارة.