شيعت أول أمس، في المسجد الحرام بمكة المكرمة جثمان الفقيدة الفتاة الجزائرية سارة بن ويس ، التي توفيت في ظروف غامضة بعد سقوطها من سطح فندق الأسبوع الفارط. وقد شهدت مقبرة ''الشرائع'' جوا مهيبا أثناء دفن الطفلة التي عاشت حياة صعبة بعيدة عن أهلها بفراق والدها وغياب الأم عنها، وتربت في حضن الحاج بومدين الخطيب الذي انتقلت معه إلى البقاع المقدسة ولم تكن تدري أن نهايتها ستكون بهذه الطريقة وعلى أطهر أرض في الكون، كما أن الطريقة التي عالجت بها وسائل الإعلام السعودية تداعيات مقتلها - حاولت بكل الطرق إبعاد شبهة القتل والإغتصاب وركزت فقط على أن الضحية كانت بمحض إرادتها مع المتهم اليمني بسطح الفندق ولفقت لوحدها قضية رمي نفسها، إضافة إلى تأكيدات بأن والدها بالتبني وافق على كل نتائج التقارير، بما فيها قنصلية الجزائر بجدة التي حاولت بشتى الطرق السير في نفس سياق أهداف السعوديين وتكتمت حتى على عملية توقيف بعض المعتمرين المتضامنين مع والد الطفلة عقب حادثة مقتلها آخرها ما تم كشفه عن اعتقال معتمر من خنشلة بتهمة الاعتداء على شرطي سعودي، وهو ما نفته القنصلية الجزائرية بجدة. أما من ناحية التحقيق، فقد أجل إحالة الموقوفين على العدالة بعد غد السبت بعدما كان مقررا أمس، دون أن يكشف عن أسباب التأخير. وحاولت الصحف السعودية تخصيص تهمة الخلوة غير شرعية للمتهم اليمني دون التهم الأخرى المتعلقة بالقتل وغيرها، إضافة إلى حيثية جديدة تخص الفتاة بأنها أصيبت بصدمة عصبية وحاولت بشتى الطرق أن تظهار للعالم أن الملف قد طوي بمجرد دفن سارة.