طلب ممثل الجزائر في الأممالمتحدة دعم المجتمع الدولي لتأهيل القدرات العسكرية لدول الساحل بهدف مكافحة الإرهاب، وجاء في مقترح قدمه للجنة الأولى أنه لا يمكن لدول مجابهة الإرهاب دون أخرى، خاصة في حال استخدام الجماعات الإرهابية لأسلحة الدمار الشامل. قدمت الجزائر في اجتماع اللجنة الأولى للأمم المتحدة المنعقد يوم الخميس مشروع قرار بشأن تعزيز الأمن والتعاون في منطقة البحر الأبيض المتوسط، تدعو فيه جميع دول إفريقيا ومنطقة الساحل على تعزيز تعاونها في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، بما فيه استخدام أسلحة الدمار الشامل من قبل الإرهابيين. وفتحت اللجنة الأولى المناقشة الموضوعية بشأن نزع السلاح والأمن الإقليمي، أكد فيها العديد من ممثلي الدول على الحاجة إلى إتباع نهج إقليمي لمكافحة تهريب الأسلحة والإرهاب، حيث جاء في المشروع الذي تقدم به ممثل الجزائر السيد جمال مكتفي تحت عنوان "تعزيز الأمن والتعاون في منطقة البحر الأبيض المتوسط" اعتبار نزع السلاح النووي والأمن في افريقيا العامل الأساسي لتعزيز السلام والأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث يرى الأهمية القصوى لبدء تطبيق معاهدة بليندابا لجويلية 2009. وبشأن مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل أوضح السيد مكتفي أن الجزائر كانت السباقة للعمل في هذا الاتجاه، وبناء على مبادرة من الحكومة الجزائرية تم تأسيس تعاون إقليمي لمواجهة خطر الإرهاب في افريقيا الساحل والصحراء، لكنه عاد ليؤكد أنه بالنظر إلى الوضع المقلق في منطقة الساحل لا بد من التأكيد على أن الأمر يتطلب أيضا دعما من المجتمع الدولي لتعزيز قدرات البلدان على التصدي لها، في إشارة إلى ضرورة إيجاد سبل تأهيل ومساعدة الدول الضعيفة "عسكريا" لرفع مستوى مردودها ومقاومتها للجماعات الإرهابية، كي لا يقع العبء على دول دون أخرى، خاصة وأن الإرهابيين يمكنهم اللجوء حتى لاستعمال أسلحة الدمار الشامل. وقال جمال مكتفي أمام اللجنة إن وفده قدم مشروع القرار "تعزيز الأمن والتعاون في منطقة البحر الأبيض المتوسط" الذي يهدف إلى جعل منطقة المتوسط منطقة للتبادل والحوار والتعاون وضمان السلام والاستقرار والازدهار. هذا النص يشجع جميع دول المنطقة على تعزيز الظروف اللازمة لتعزيز تبادل تدابير بناء الثقة، والانفتاح والشفافية في المسائل العسكرية، ويشجع أيضا على زيادة تعزيز تعاونها في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره في كل شيء، بما في ذلك احتمال استخدام أسلحة الدمار الشامل من قبل الإرهابيين التي لا يمكن أن تجابهها دولة وتبقى الأخرى في موقف المتفرج، لأن الخراب من استعمالها سيطال الجميع.