خلصت الندوة الوزارية التنسيقية لدول الساحل والصحراوي التي احتضنتها الجزائر أول أمس، إلى التشديد على ضرورة تطبيق كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ''تطبيقا كاملا'' للوائح مجلس الأمن ذات الصلة، واعتماد إجراءات قمعية، تجاه الأشخاص والكيانات المذكورة في تلك القرارات لعلاقتها المفترضة بالنشاطات الإرهابية. لاسيما القرارات 1267 ,1373 و1904 لمجلس الأمن، وكذا الاتفاقية الدولية لعام 1979 حول احتجاز الرهائن، والاتفاقية الدولية لعام ,1989 حول قمع تمويل الإرهاب، وهذا حسبما ورد في البيان الختامي الذي توج أشغال الندوة، وتضمن 16 بندا. ويأتي هذا التشديد على قمع تمويل الإرهاب، في وقت لا تزال فيه الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحتجز أربعة رهائن غربيين بمنطقة الساحل، تنتظر مقايضتهم بفديات مالية، وإفراج عن عدد من عناصرها قابعين بسجون دول في المنطقة، تشجعها على ذلك سوابق دول من المنطقة ومن خارجها، في الرضوخ لمطالبهم. كما يدور، ضمن هذا السياق، حديث عن إمكانية تجاوب إسبانيا، التي يحتجز التنظيم الإرهابي اثنين من رعاياها، مع مطالب الإرهابيين، وتقديم فدية نظير تحريرهما. كما تضمن البيان الختامي المتوج للأشغال، ''التنديد الشديد'' لدول الساحل والصحراء بالإرهاب. وتأكيد العزم على ''العمل فرادى وجماعيا على استئصال هذه الظاهرة''. وأكد وزراء خارجية وممثلو كل من الجزائر، بوركينافاسو، ليبيا، مالي، موريتانيا، النيجر وتشاد؛ على "إعادة منطقة الساحل والصحراء لميزتها كفضاء للتبادل والسلام، والاستقرار والتعاون المثمر''. وجاء في البيان، تعبير المجتمعين عن ''ارتياحهم'' لاعتماد مؤتمر الاتحاد الإفريقي في دورته العادية ال 13 يوم 03 جويلية .2009 القرار رقم 256 الذي ''يجرم دفع الفدية إلى الأشخاص أو الجماعات أو المؤسسات أو الكيانات الإرهابية''. كما ذكّر الوزراء بالمناسبة، بأن "التعاون على المستويين الثنائي والجهوي، يشكل إطارا لا يمكن تجاوزه من أجل مكافحة منسقة وفعالة وشاملة، من دون أية تنازلات تجاه الإرهاب وارتباطاته''. وأكد البيان، على ضرورة تفعيل آليات التعاون الثنائي والجهوي، في مجال حفظ السلم والأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة. كما حرص الوزراء السبعة على التذكير بأن الوقاية من الإرهاب وارتباطاته، ومحاربته يجب أن تتم من خلال مقاربة متكاملة، منسقة ومتضامنة، تتمحور حول ''مسؤولية الدول في القيام بمكافحة شاملة وفعالة ضد الإرهاب على المستوى الوطني''. مؤكدين على تدعيم التعاون بين دول المنطقة، لاسيما من خلال وضع آليات واتفاقيات ثنائية، وذلك على المستوى الثنائي. أما على المستوى الجهوي؛ فقد أبرزوا ضرورة ترقية تعاون جهوي مهيكل شامل قائم على حسن النية. وعلى المستوى الدولي أكدوا على "مشاركة فاعلة في الجهد الدولي في مكافحة الإرهاب''. وأبرز الوزراء أهمية ''توظيف الإمكانات المتوفرة، لمكافحة الإرهاب في ميدان المساعدة التقنية، من طرف الآليات المتعددة الأطراف، خاصة تلك المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن. وأكدوا كذلك، على ضرورة تطبيق توصيات اجتماعهم فيما يخص، اجتماع رؤساء الأركان، ومسؤولي مكافحة الإٍرهاب، بالجزائر في أبريل الداخل. وكذا انعقاد مؤتمر رؤساء دول منطقة الساحل والصحراء حول التنمية بباماكو، ''في أقرب الآجال''. من جهة ثانية، تطرق المشاركون إلى قضايا التنمية، وأكدوا على أهمية تنفيذ برامج تنمية مستديمة، من أجل تحسين ظروف حياة السكان، واندماجهم الاقتصادي والاجتماعي، وخصوصا فئة الشباب. واعتبروا أن تقوية التعاون العابر للحدود، بهدف تحسين ظروف حياة السكان، وكذا دعم المشاريع المهيكلة الكبرى ذات البعد الجهوي، ''من أولويات مجالات العمل بالمنطقة''.