شهدت المكاتب التي خصصتها الخطوط الجوية الجزائرية لبيع تذاكر حج 2010 عبر مختلف ولايات الوطن احتجاج المئات من المواطنين الفائزين في قرعة الحج بعد أن تعذّر عليهم اقتناء تذكرة الطيران إلى البقاع المقدسة نظرا لنفاد 22 ألف تذكرة المخصصة للديوان الوطني للحج والعمرة، في حين بقيت حصة تذاكر الهيئتين السياحيتين المكلفتين بنقل 14 ألف حاج، ما يُلزم الحجاج الذين لم يحجزوا بعد دفع أكثر من 32 ألف دج للظفر بتذكرة الطيران إلى البقاع المقدسة. اضطر مئات المواطنين الفائزين في قرعة حج 2010 بعد حصولهم على دفتر الحاج وتأشير سفارة السعودية على جوازات سفرهم مجبرين على اللجوء إلى مكاتب الهيئتين السياحيتين المكلفتين حصريا من قبل الحكومة للتكفل ب14 ألف حاج من مجمل 36 ألف حاج جزائري قصد التسجيل مجبرين عند الوكالات، بعد أن تعذّر عليهم اقتناء تذكرة الطيران إلى المملكة العربية السعودية إثر نفاد التذاكر ال22 ألف المخصصة للديوان الوطني للحج والعمرة، فرغم أن أغلبية الحجاج الجزائريين جمعّوا تكلفة الحج المقدّرة لهذه السنة ب32 ألف دج إلا أن إجراءات الحكومة بتوزيع حصص التكفل بالحجاج أجبّرت بعض الحجاج خاصة المتأخرين في التسجيل لدفع مبالغ إضافية تتراوح مابين 10 آلاف دج وألف أورو بالنسبة لمؤسسة سياحة وأسفار الجزائر الجهة المنفذة للنادي السياحي الجزائري "تورينغ" وما بين 12 ألف دج و350 أورو بالنسبة للديوان الوطني للسياحة والأسفار. وأرجع بربارة الشيخ المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة ارتفاع الأسعار على مستوى الهيئتين السياحيتين المكلفتين، حصريا من قبل الحكومة للتكفل ب14 ألف حاج، في حين حدد الديوان تكلفة الحج ب32 مليون سنتيم، إلى الخدمات الإضافية التي توفرها هذه الهيئتين إلا أن عشرات المواطنين الفائزين في قرعة الحج الذين اتصلوا ب"الشروق" أنهم في غنى عن هذه الخدمات الإضافية المقترحة، حيث أغلبهم جمعوا مبلغ 32 مليون سنتيم بشق الأنفس قصد إتمام الركن الخامس في الإسلام وليس باستطاعتهم دفع أكثر مقابل الرفاهية. غير أن هذه الرغبة لدى الحجيج في التنازل عن الرفاهية اصطدمت بنفاد حصة الديوان من التذاكر، الأمر الذي أجبرهم على اللجوء إلى الوكالتين ودفع مبلغ يفوق 32 مليون سنتيم، ويصل في بعض الأحيان إلى 50 مليون سنتيم وإجبارهم على اقتناء عروض "الباكاج" المقترح من قبل "تورينغ" و"أونات" والذي يفوق تكلفة الحج 32 مليون سنتيم. ويشار إلى أن الحاج مطالب بدفع 22 مليون سنتيم تدفع للبنك الوطني الجزائري مقابل الخدمات الأساسية و10 ملايين سنتيم تسعيرة تذكرة الطيران إلى البقاع المقدسة على متن الخطوط الجوية الجزائرية والطيران المدني السعودي، وأضافت الوكالتان مبلغا ماليا يجب دفعه بالعملة الصعبة يتراوح بين 350 أورو و1800 أورو مقابل خدمات إضافية وفق صيغة "الدرجة الأولى" ومبلغا ماليا يتراوح بين 10 آلاف و12 ألف دج وفق صيغة الدرجة الثانية، مع إجبارية دفع المبالغ المالية الإضافية للوكالتين السياحيتين المكلفتين بتأطير 14 ألف حاج نظير الخدمات الإضافية، حيث لا تتوفر الوكالتان إلا على هذين الصيغتين في حين يدفع ال22 ألف حاج المؤطرين من قبل الديوان الوطني للحج والعمرة 32 مليون سنتيم فقط وهو السعر المحدّد والمدّعم من قبل الحكومة الجزائرية. وقررت شركة الخطوط الجوية الجزائرية تنظيم عملية بيع تذاكر الحج 2010 مطلع أكتوبر الجاري، وفق إجراءات جديدة للبيع، حيث حصرت بيع التذاكر على مستوى مكاتب خاصة بكل ولاية مع تخصيص "كوطة" للديوان الوطني للحج والعمرة مقداره 22 ألف حاج ومؤسسة سياحية وأسفار الجزائر الجهة المنفذة للنادي السياحي الجزائري "تورينغ" المتكفلة ب7 آلاف حاج والديوان الوطني للسياحة والأسفار المتكفل ب7 آلاف حاج أيضا.