المجاهد محمد مشاطي * قدمت النصح لرؤساء الدولة وأريد أن ألقى ربي وقد أديت واجبي قال المجاهد محمد مشاطي، أحد عناصر مجموعة ال 22، التي فجرت الثورة التحريرية، إن الوضع العام الذي تعيشه البلاد لا يعكس الأهداف والطموحات التي استشهد من أجلها مليون ونصف المليون شهيد، وأكد أن تغليب المصلحة العليا للبلاد، يمر عبر الاستماع لانشغالات المواطنين. وأكد محمد مشاطي في تصريح ل"الشروق" أن مسؤولية أبناء الثورة وكل من ساهم في دحر الاستعمار الفرنسي واجبة في تقديم النصح للماسكين بزمام السلطة في البلاد، وبالمقابل على صانعي القرار أن يستمعوا لهذه النصائح، والأخذ بها مادامت تصب في مصلحة الجزائر والجزائريين. وأوضح عضو مجموعة ال 22 أنه لم يتأخر يوما في تقديم النصح لمن هم في السلطة، بداية من الرئيس الأسبق، الشاذلي بن جديد، ومن بعد الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن تشخيصه للوضع العام في البلاد، كان في الكثير من المرات، يجد دوما مبرراته ميدانيا، وليس أدل على ذلك من الرسالة التي سبقت أحداث الخامس من أكتوبر 1988، يضيف المتحدث. وذكر مشاطي بهذا الخصوص، أنه طلب مقابلة الرئيس الشاذلي بن جديد في نهاية الثمانينيات من أجل تبليغه بعض الملاحظات، غير أن الشاذلي كلف رئيس ديوانه في ذلك الوقت، الجنرال الراحل، العربي بلخير باستقباله والاستماع لانشغالاته، عندها، يضيف المتحدث، قمت بتدوين رسالة من خمس أو ست صفحات وسلمتها لبلخير على أمل أن يقوم هو بتسليمها للرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، وكان ذلك في مارس 1988. وقد تضمنت هذه الرسالة، التي جاءت في وقت يجري فيه التحضير لعقد مؤتمر لحزب جبهة التحرير، مجموعة من النصائح وسبل تجاوز الأزمة التي كانت تعصف بالبلاد في ذلك الوقت، غير أن آثار تلك النصائح لم أر لها أثرا في الميدان، وعشنا ما عشناه من أحداث مأساوية بعد ذلك، فكانت أحداث أكتوبر التي خلفت سقوط عدد كبير بين القتلى والجرحى والمفقودين. وذكر أحد أبرز مفجري ثورة نوفمبر 1954، أن واجباته في تقديم النصح لكل من يأتي إلى السلطة لم تتوقف إيمانا منه بما ينتظره منه وطنه، وهو ما دفعه إلى تدوين رسالة أخرى إلى الرئيس بوتفليقة عندما تولى سدة الحكم في نهاية التسعينيات. وأضاف محمد مشاطي، أن "بوتفليقة لما وصله طلب مقابلته، كلف أيضا رئيس ديوانه، ممثلا في شخص الأمين العام السابق لجبهة التحرير، علي بن فليس، باستقبالي، وقد أبلغته بأنه ليس لدي انشغال خاص، وإنما أردت تقديم وجهة نظري في كيفية الخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد". ويعتقد المتحدث أن كل ما قام به لا يتعدى إبراء ذمته من مسؤوليته تجاه بلاده، نافيا أن يكون الغرض من ذلك تحقيق مآرب شخصية، قائلا "أنا مستقبلي ورائي، لأنني سأبلغ من العمر تسعين سنة في مارس المقبل، وأريد أن ألقى ربي وأنا أشعر بأني أديت واجبي تجاه بلدي وأبناء وطني"، وتابع "أحزن كثيرا عندما اسمع بأن الشباب الجزائري يموت في البحر المتوسط، بحثا عن الوصول إلى الضفة الشمالية للبحر، حيث يعتقدون وجود "إلدورادو" يخرجهم من جحيم البطالة والفقر والحرمان الذي يعانون منه في بلادهم.