تفاقمت أزمة تذاكر الطيران المخصصة للحجاج الجزائريين للانتقال إلى البقاع المقدسة في ظل رفض الحجاج دفع قيمة مالية تفوق 32 مليون سنتيم، وتصل إلى 55 مليون سنتيم، ونفاد حصة الديوان الوطني للحج والعمرة من التذاكر والمقدرة ب22 ألف تذكرة، وعدم تمّكن كل من الديوان الوطني للسياحة والنادي الجزائري للسياحة والأسفار من إقناع 14 ألف حاج المتبقين من دفع مبالغ مالية إضافية مقابل الخدمات الإضافية، وهو ما تسبب في إقلاع طائرات نقل الحجاج خلال الأسبوع المنقضي شبه فارغة، ما دفع بمئات الحجاج الى المرابطة أمام مكاتب بيع التذاكر للظفر بتذكرة للطيران إلى البقاع المقدسة قبل فوات الآوان. كشفت أمس، مصادر مسؤولة بشركة الخطوط الجوية الجزائرية والديوان الوطني للحج والعمرة عن اقلاع الطائرات المخصصة لنقل الحجاج الجزائريين إلى البقاع المقدسة شبه فارغة، حيث بقي70 مقعدا فارغا بالطائرة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية المخصصة لنقل حجاج الديوان الوطني للسياحة ومؤسسة سياحة وأسفار الجهة المنفذة للنادي الجزائري للسياحة والأسفار والتي أقلعت من مطار الجزائر الدولي هوراي بومدين يوم الأربعاء المنقضي، بعد أن تعذّر على الهيئتين السياحيتين المكلفتين حصريا من قبل الحكومة للتكفل ب14 ألف حاج من مجمل 36 ألف حاج جزائري من إقناع المواطنين الفائزين في قرعة الحج بدفع مبالغ مالية إضافية وبالعملة الصعبة تصل إلى 2700 أورو، فضلا عن دفع 32 مليون سنتيم مقابل خدمات إضافية، ما أسفر عن أزمة على مستوى مكاتب بيع تذاكر الطيران إلى البقاع المقدسة. وقسمت الحكومة حصص التذاكر ال36 ألف بين المؤسسات الثلاث المعنية بتأطير موسم حج 2010 بتخصيص 22 ألف تذكرة للديوان الوطني للحج والعمرة ونفدت جميعها، حيث أن الحجاج المتكفل بهم من قبل الديوان لا يدفعون إلا 32 مليون سنتيم و14 آلاف تذكرة يتقاسمهما مناصفة كل من "أونات" و"تورينغ" حيث أدمجت المؤسستان تذكرة الطائرة ضمن "الباكاج" أو العرض الإجمالي الذي يلزم الحاج على دفع مبالغ مالية إضافية مقابل خدمات إضافية وإلا لا يحصل على تذكرة الطيران ما تسبب في حرمان مئات الحجاج من تذكرة الطيران إلى البقاع المقدسة في ظل عزوفهم عن اللجوء إلى الهيئتين السياحيتين ودفع مبالغ مالية إضافية مقابل خدمات إضافية قالوا إنهم ليسوا بحاجة لها، خاصة وأن أغلبهم جمعّ تكلفة الحج المقدّرة لهذه السنة ب32 مليون سنتيم بشق الأنفس قصد إتمام الركن الخامس من الإسلام.واضطر القائمون على المكاتب التي خصصتها الخطوط الجوية الجزائرية لبيع تذاكر حج 2010 عبر مختلف ولايات الوطن إلى بيع تذاكر الهيئتين السياحتين خارج "الباكاج" لامتصاص احتجاج وغضب المئات من المواطنين الفائزين في قرعة الحج، في حين اضطر مئات المواطنين الفائزين في قرعة حج 2010 بعد حصولهم على دفتر الحاج وتأشير سفارة السعودية على جوازات سفرهم الى اللجوء إلى مكاتب الهيئتين السياحيتين المكلفتين حصريا من قبل الحكومة للتكفل ب14 ألف حاج من مجمل36 ألف حاج جزائري قصد التسجيل مجبرين عند الوكالات بعد أن تعذّر عليهم اقتناء تذكرة الطيران إلى المملكة العربية السعودية إثر نفاد التذاكر ال22 ألف المخصصة للديوان الوطني للحج والعمرة ما خلق نوعا من المناوشات، حيث سيستفيد جميع الحجاج التابعين للهيتئين السياحتين من الخدمات الإضافية سواء الذين دفعوا مبالغ مالية إضافية أو أولئك الذين تمكنّوا من اقتناء تذكرة الطيران خارج "الباكاج" ولم يدفعوا في المجمّل إلا32 مليون سنتيم. وقال بربارة الشيخ المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة إن عدد الحجاج الذين وصولوا من المطارات الخمسة بالجزائر إلى البقاع المقدسة بلغ 6 آلاف حاج بعد حوالي أسبوع من انطلاق عملية نقل الحجاج، ما دفع بالمتتبعين للملف للتحذير من الضغط الذي سيشهده الأسبوع الثاني والأخير من عملية نقل الحجاج، حيث يبقى 30 ألف حاج يجب نقلهم إلى البقاع المقدسة قبل ال10 نوفمبر الجاري، كما أرجع بربارة ارتفاع الأسعار على مستوى الهيئتين السياحيتين إلى الخدمات الإضافية التي توفرها الوكالتان، مؤكدا أن الأسعار حرة والديوان يراقب العملية ويجب أن يحترم جميع الأطراف مضامين العقود ودفاتر الشروط. يشار إلى أن الحاج مطالب بدفع 22 مليون سنتيم يدفع للبنك الوطني الجزائري مقابل الخدمات الأساسية، و10 ملايين سنتيم تسعيرة تذكرة الطيران إلى البقاع المقدسة على متن الخطوط الجوية الجزائرية والطيران المدني السعودي، وأضافت الوكالتان مبلغا ماليا يجب دفعه بالعملة الصعبة يترواح بين 350 أورو و2700 أورو مقابل خدمات إضافية وفق صيغة "الدرجة الأولى" ومبلغا ماليا يتراوح بين 10 آلاف و12 ألف دج وفق صيغة الدرجة الثانية، مع إجبارية دفع المبالغ المالية الإضافية للوكالتين السياحتين المكفلتين بتأطير 14 ألف حاج نظير الخدمات الإضافية، حيث لا تتوفر الوكالتان إلا على هاتين الصيغتين، في حين يدفع 22 ألف حاج المؤطرين من قبل الديوان الوطني للحج والعمرة 32 مليون سنتيم فقط، وهو السعر المحدّد والمدّعم من قبل الحكومة الجزائرية. وقررت شركة الخطوط الجوية الجزائرية تنظيم عملية بيع تذاكر الحج 2010 مطلع أكتوبر الجاري وفق إجراءات جديدة للبيع، حيث حصرت بيع التذاكر على مستوى مكاتب فتُحت خصيصا لبيع تذاكر الحج على مستوى كل ولاية مع تخصيص تذاكر للديوان الوطني للحج والعمرة المتكفل ب22 ألف حاج ومؤسسة سياحة وأسفار الجزائر الجهة المنفذة للنادي السياحي الجزائري "تورينغ" المتكفلة ب7 آلاف حاج والديوان الوطني للسياحة والأسفار المتكفل ب7 آلاف حاج أيضا.