سهير المرشدي قد يكون القصف العشوائي الذي مارسه بعض الإعلاميين والفنانين المصريين بعد مباراة أم درمان الكروية في حق الجزائر ورموزها قد أخلط الكثير من الأوراق التي تشابهت علينا، وقد يكون من عادة غالبية الفنانين التمثيل في حياتهم كما في أدوارهم المسرحية والسينمائية من النقيض إلى النقيض هو الذي أوقع السفارة الجزائرية في القاهرة في لبس خاصة أنها تعودت أن تقيم حفلة ذكرى الاستقلال والثورة وتدعو لها الأشقاء المصريين تماما كما تفعل السفارة المصرية في الجزائر .. لكن الدعوة الموجهة من سفارتنا في مصر للفنانة شبه معتزلة سهير المرشدي إحدى بطلات ليالي الحلمية بدورها المتميز في تقمص دور "سماسم" مازال يثير الاستفسار لأن السيدة سهير كانت من أكثر المتدخلين بعد مباراة أم درمان وأيضا من أوائل المتحاملين عبر برنامج دائرة الضوء لصاحبه إبراهيم حجازي الذي اتصل بها وقالت بالحرف الواحد "إن الجزائريين -ولم تقل بعض الجزائريين- تناسوا -ولم تقل نسوا - ما قدمته لهم مصر أثناء ثورة التحرير وغداة الاستقلال ما أسمته هي بالإعانات المالية والمعنوية الكبيرة"، مع الإشارة إلى أن قوة سهير المرشدي في اللغة العربية لا يضاهيها فيها أحد وهي تعني ما تقول .. وقالت بالحرف الواحد "إن الذي يتناسى خير مصر هم حثالة ولا يجب التعامل معهم مستقبلا .."، وكانت لذات الفنانة تدخلات مماثلة في قناة المصرية وأيضا الحياة وغيرها مع الصحافة المسموعة والمكتوبة رغم أنها تدخلت عبر دريم ودخلت في جدال مع نقيب الفنانين واتهمته بمحاولة التقرب من السلطة على حساب الوحدة العربية ودافعت عن ثورة الجزائر .. الفنانة سهير المرشدي تدخلت منذ البداية لأنها كانت أرادت أن تقول إنها أكثر من يعرف الجزائريين لأن زوجها المسرحي الكبير الراحل كرم مطاوع اشتغل في الجزائر في السبعينات في مدرسة برج الكيفان وتخرّج على يديه الكثير من الفنانين الجزائريين وبقيت علاقته بالجزائر إلى أن توفي عام 1980، وأثناء أول زيارة قادت سهير المرشدي إلى الجزائر في ربيع 1999 حيث شاركت في عرض مسرحي رفقة الفنان أشرف عبد الغفور وكانت برفقتها ابنتها حنان مطاوع التي صارت الآن فنانة شهيرة تمكنت سهير المرشدي خلالها من زيارة عدة مدن، وكانت تلقى التكريم الشعبي والرسمي في العاصمة وقسنطينة وعنابة، وخلال هذه الزيارة أجرت معها الشروق العربي حوارا مطولا من صفحة كاملة اعتبرت فيه الجزائر حبها الأول والأخير، مع الإشارة إلى أن سهير المرشدي معروفة في الوسط الفني بلقب "أخت الشهيد" لأنها فقدت شقيقها خلال حرب جوان 1967 .. وفي عام 2001 كانت سهير المرشدي رفقة المخرج العربي الكبير الراحل كمال الشيخ ضيف شرف لآخر نسخة من مهرجان السينما الذي كان يقام في مدينة تبسة وتم تكريمها في حفلة كبيرة سقطت خلالها دموعها، وقالت حينها إنها كرّمت في مواطن كثيرة ولكن تكريمها في الجزائر لن تنساه مدى الحياة ؟؟ ومرة أخرى أبت إلا أن تحضر إلى تبسة مرفوقة بابنتها حنان مطاوع وأجرت معها الشروق اليومي ولم يكن عمر الجريدة قد زاد عن ستة أشهر حوارا مطولا قالت فيه إن الجزائر هي بلدها الثاني وأنها تحس أنها جزائرية .. لأجل ذلك صدمت الفنانة سهير المرشدي الجزائريين وهي تقود حملتها على الجزائر وللأسف ليس في مناسبة واحدة يمكن اعتبارها خطأ عابرا وإنما في مناسبات عديدة وعلى المباشر وأمام الملايين..؟؟