كل الشواهد توحي بأن السيد سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم مريض نفسيا وقد يكون مختلا عقليا، ولا غرابة إذا سمعنا به يوما نزيلا في إحدى دور العجزة.فالرجل مازال حتى الآن يحلم بمعاقبة الجزائر دوليا ويجتهد في جمع الأدلة التي يراها كافية لتسليط العقوبة على الجمهور الجزائري غير الآدمي الذي كان ذنبه الوحيد انه تنقل بالآلاف الى الخرطوم لمؤازرة منتخب بلاده وتحويل قمة الجزائر - مصر إلى عرس جزائري. ولا شك ان فشل زاهر في جمع ما يعتبره أدلة وقرائن تدين الطرف الجزائري قد زاد في جنونه، بدليل انه لم يتمكن من عقد المؤتمر الدولي الذي لوح به منذ عودة المنتخب المصري الى القاهرة منهزما من قبل الجزائري. ويقال ان هذا الفشل قد انعكس سلبا على علاقته مع الجماهير المصرية التي أوهمها قبل اليوم بأنه قادر على إعادة الاعتبار لها، خاصة وان هذه الجماهير قد تشبعت بثقافة -عايزين حقنا-، بالرغم من أنها تدرك ما هي الجهة التي هضمت حقها. فشل زاهر في اللعب على ملف المؤتمر ومباراة الجزائر قد اربكه أمام خصومه الذين باتوا يتحدثون جهرا، بأن رئيس اتحاد الكرة في نهاية المشوار، وانه لابد من إحالته على التقاعد اليوم قبل غد، خاصة بعد ان برز ذلك الذي يسمى المواطن علاء صاحب مبادرة "تعالى نحب مصر" كمرشح قوي لرئاسة هذه الهيئة بتزكية من الشواذ الذين سيطروا على البرامج الكروية في الفضائيات المصرية والذين قالوها صراحة ان علاء هو المهدي المنتظر. فشل زاهر يترجمه أيضا تخبطه في مواجهة كل منتقديه الذين يرون في الحديث عن المؤتمر الدولي المناهض للجزائر مضيعة للوقت، خاصة اولئك الذين يدفعون الى التهدئة حفاظا على ما تبقى من صورة مصر، بعد ان تأكد لهم بأن صغار أم الدنيا قد نجحوا في تحويل كبارها إلى منحرفين، بدليل دخول المحامين في لعبة قذرة وجنوح بعض المفكرين والفنانين والسينمائيين الكبار الى سب الجزائر ورموزها وحرق علمها وسب شهدائها. فشل زاهر يترجمه أيضا دخوله في حرب معلنة مع المعلم حسن شحاتة الذي غطى عليه لفترات طويلة بفضل ما أحرزه من نتائج كبيرة في دورتين نهائيتين متتاليتين لكأس إفريقيا للأمم، حيث تردد بأن التيار بات لا يمر بين الرجلين بدليل عدم توصلهما إلى ابرام عقد طويل المدى، واكتفيا بعقد لمدة شهرين فقط. فشل زاهر يترجمه أيضا سكوت نجوم المنتخب المصري عن الحديث عن مباراة ام درمان، خاصة النجم محمد أ بوتريكة، الذي رفض حتى الآن الخوض في هذه المباراة واكتفى بالتأسف لخروج مصر وجيله من تصفيات المونديال دون ان يسيء للجمهور الجزائري الذي يحظى بمكانة خاصة عنده والذي يتابع تطور حالة إصابته ويدعو له بالشفاء والعودة الى الملاعب كما عوده كبيرا ومترفعا عن كل ما يشوش صورته المثالية. فشل زاهر يكمن أيضا في اهتزاز صورته أمام زملائه في الاتحاد العربي لكرة القدم الذين استعموا الى كلامه عن مباراة ام درمان بكثير من الريب، لأن روايته كانت تختلف عن كل ما تتبعه هؤلاء على الشاشات العربية والعالمية التي نقلت الحدث. فشل زاهر يعكسه وفي كل الحالات ذلك الكم الهائل من المقالات الصحفية اليومية التي تنزل في الجرائد المصرية، والتي تقول بأن زاهر أمام كل هذه الاخفاقات لم تعد أمامه ستائر يختفي في ظلها من قذائف منتقديه، وانه لا يملك الاوراق التي يشهرها في وجه خصومه وتطالبه بالاعتذار عن كل الاخفاقات والانسحاب من حياة المصريين الذين تبخر حلمهم، لأن الرجل قال لهم قبل انطلاق التصفيات بأن كل الطرق تؤدي الى جوهانسبورغ، لكن قذفة عنتر يحيى كشفت المستور، فحولت الأحلام الى أوهام يتاجر بها زاهر للترويج لمؤتمره الدولي المزعوم والذي قال سيحضره أربعمائة صحفي من كل جرائد وتلفازات العالم ويحضره نجوم هوليود من أصدقاء العجوز عمر شريف وكل عريانات الفن السابع عشر من صديقات يسرى والراقصات والفنانات وفي مقدمتهن هيفاء المطلوبة للعدالة وفيفي الامية وشعبولة أوشهبولة مغني الكلاب على شاكلته والقائمة طويلة. أما الموضوع فهو سب الجزائر وشتم الشعب الجزائري والإساءة لشهداء الثورة التحريرية المباركة على المباشر وبتزكية من مواطني الدرجة الأولى مع الأسف حيث يرتقب ان يكون هذا المؤتمر آخر فصل في مسرحية أم درمان.