نشّط المؤرخ الفرنسي بنيامين سطورا نهاية الأسبوع محاضرة بالمركز الثقافي الفرنسي في قسنطينة، على هامش مشاركته في صالون الجزائر الدولي للكتاب، سويعات قليلة قبل عرض القناة الفرنسية الثانية، سهرة أول أمس، لفيلم من إعداده تناول حياة الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتيران * وهو الفيلم الذي أدان هذا الأخير، خاصة وأنه تقلد حقيبتي الداخلية والعدالة، حيث اتهم الفيلم مباشرة فرنسوا ميتيران الذي كان حينها في سن الأربعين مواليد أكتوبر 1916 بمنح الضوء الأخضر لإعدام كبار الثورة الجزائرية بصفته وزيرا للعدالة وأولهم الشهيد أحمد زبانة، حيث استعملت فرنسا المقصلة في إعدامه وغيره من الثوار، وهي الإعدامات التي ألهبت الثورة وبلغت بها مرحلة اللاعودة حسب الفيلم الوثائقي الذي نصح سطورا بمتابعته. * بنيامين سطورا، وهو من يهود قسنطينة المعتدلين، ويزور الجزائر باستمرار، أقر بأن الشيوعيين الفرنسيين يتحملون جزءا من المجازر التي وقعت في الجزائر، وأحصى حكومتين يساريتين تورطتا في عمليات القتل الجماعي، كما أحصى أزيد عن 200 حالة إعدام شنقا الكثير منها وقع خلال حمل ميتران لحقيبة العدالة. * وانتقد سطورا عملية كتابة تاريخ الثورة سواء في الجزائر أو في فرنسا، وقال بأن "كتابة تاريخ أي حدث يشترك فيه طرفان يتطلب منهما جمع شهادات من الطرفين"، ونصح الجزائر بأن تطالب رسميا من فرنسا الإطلاع على أرشيف الحقبة الاستعمارية، أو على المؤرخين الجزائريين أن يطالبوا من الجانب الفرنسي الإطلاع على الأرشيف حتى تكون معلوماتهم متطابقة، واعتبر مذكرات بن بلة من أهم الكتب التي من المفروض أن يستفيد منها المؤرخون ونبه المؤرخين إلى أن "الوقت في غير صالحهم لأن الذين عايشوا الثورة ينقرضون الآن والتحرك السريع بين فرنساوالجزائر ضروري قبل فوات الأوان".. *