ثارت أحزاب التحالف الرئاسي ضد القرار المصري بضم الجزائر إلى قائمة سوداء تضم الصومال، العراق، موريتانيا، اليمن، تخشى أن ينقل مواطنوها الإرهاب، واعتبرت كل من الأفلان وحمس والأرندي القرار "غير عاقل" سيؤزم العلاقات بين البلدين بعد ما سبق لدول كبيرة مثل أمريكا وفرنسا العدول عن قرارات مشابهة اتخذتها في حق رعايا الجزائر. رفض حزب جبهة التحرير الوطني "تجرؤ" مصر على إدراج الجزائر ضمن لائحة سوداء لدول تخشى قدوم الإرهاب منها، حيث قال السيد قاسة عيسي الناطق باسم الحزب "ليست هذه المرة الأولى التي تأخذ فيها الدبلوماسية المصرية مواقف من هذا النوع"، مضيفا أنه "عندما نتحدث عن التخوف من الإرهاب فإن مصر كانت من الدول التي خرج الإرهاب من قواعدها وهي تغذيه فكريا ومذهبيا، وهناك يوجد رؤوس من الإرهاب". وشكك الناطق باسم الأفلان في أن تكون مصر قد اتخذت هذا الموقف من تلقاء نفسها، حيث قال "نشك أن يكون هذا القرار قرارا مصريا، بل لقد أملي عليها إذا ما قسنا الأمور بالتحالفات التي دخلت فيها مصر في السنوات الأخيرة" في إشارة إلى الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة بمباركة مصرية. وتمنى ممثل جبهة التحرير أن تتعقل مصر وقال "نظن أنها ستعدل عن هذا القرار الذي لن تتضرر منه الجزائر، بل المتضرّر سيكون مصر التي تحتاجنا أكثر ما نحتاجها"، مضيفا أنه "حان الأوان لإعادة النظر في طريقة عمل الجامعة العربية ومكان تواجدها ومن يسيرونها"، كما اعتبر "الموقف المتخذ من قبل مصر باتجاه شعب غزة المحاصر لا يجعل غريبا اتخاذها هذا الموقف من الجزائر". من جهته، اعتبر ممثل حركة مجتمع السلم محمد جمعة أن مصر تجاوزت الخطوط الحمراء في تعاملها مع الجزائر، حيث قال "هذا خط أحمر لن نسمح بتجاوزه ولن نتنازل ولن نقبل بإهانة رعايانا بتفتيشهم"، مضيفا: "نحن لم نقبل مثل هذا الأمر من أمريكا وفرنسا، فكيف نقبله من مصر، وهم يعلمون أن العلاقات الجزائرية - الفرنسية قد بلغت حدود القطيعة بسبب تطاول فرنسا علينا". وترى حركة "حمس" أن القرار المصري "لا مبرر له إلا إذا كانت الخلفيات سياسية مثل مباراة كرة القدم أو معاقبة الجزائر على مواقفها القومية باتجاه القضية الفلسطينية"، ملمحا للمصالح الاقتصادية المصرية التي اختنقت بسبب تهور النظام "هذا ابتزاز للجزائر بالنظر للمشاكل التي تعانيها بعض المؤسسات الاقتصادية في الجزائر" في إشارة واضحة لمقايضة مصر ملف أوراسكوم مقابل سمعة الجزائر ووصف رعاياها بالإرهابيين. وتأسف حزب التجمع الوطني الديمقراطي جدا لقرار مصر "ليس لمصر الحق ولا لأي تنظيم أو جهة بتصنيف الدول أو محاسبتها على ما يحصل بداخلها"، مضيفا أنها (مصر) "إذا كانت تزعم أنها زعيمة الجامعة العربية، فأين كانت وقت ما كنا نعاني الإرهاب؟ كانت مصر صامتة لا يسمع لها صوت، بل أكثر من ذلك ساهمت في إضعاف الجزائر". وقال ميلود شرفي الناطق باسم الحزب "الجزائر بعد تدابير السلم والمصالحة التي اتخذها الرئيس بوتفليقة أصبحت قدوة وأعطت الدروس في محاربة آفة الإرهاب التي أثبتت الأحداث أن لا حدود لها"، رافضا التدخل المصري في شؤون الجزائر "نحن دولة لها مكان في المحافل الدولية ولسنا بحاجة لتصنيف احد"، مؤكدا بالمناسبة أننا "تعودنا من مصر على مثل هذه الإنزلاقات غير المتوقعة التي نتأسف لها كثيرا"، وذكّر بأن "الشعب الجزائري لديه مواقفه الثابتة التي لا يحيد عنها".وطالبت الأحزاب الثلاثة مصر بسحب قرارها فورا وعدم استفزاز الجزائر بالابتزاز والمساومة وإلا ستكون وحدها الخاسرة.