طالبت بمعاملة أمريكا وفرنسا بالمثل أجمعت مختلف الأحزاب السياسية على رفضها القاطع زيارة برنار كوشنير وزير الخارجية الفرنسي إلى الجزائر التي كان من المرتقب أن تكون بحر هذا الأسبوع، حسب ما ذكرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية الصادرة نهاية الأسبوع الفارط. الآفلان: أمريكا أقصت بلدا عربيا تجسس عليها من القائمة وأدرجت الجزائر مكانه أكد عضو الهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني والمكلف بالإعلام السعيد بوحجة في تصريح ل" اليوم"، أن القرار الذي اتخذته الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد الجزائر والقاضي بإدراجها ضمن القائمة السوداء التي ستخضع لإجراءات خاصة خلال تفتيشهم بالمطارات الأمريكية قرار مجحف وظالم ولن يعمل إلا على زيادة الروح العدوانية وخلق الإرهاب. وفي حديثه عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أكد ذات المسؤول أن هذا الأخير يخضع لضغوطات كبرى من اللوبي الصهيوني، جعلته يوافق على قرارات من هذا المستوى، وهي الضغوطات التي توقع أنها سترتفع بنسبة أكبر خلال السنوات القادمة. واعتبر بوحجة أن هذه الضغوطات من شأنها أن تساهم في زيادة الضغط على عدد من الدول، على رأسها الجزائر. كما قال بوحجة أن الآفلان تدعو الحكومة إلى رفض زيارة وزير خارجية الفرنسية برنار كوشنير إلى الجزائر، نظرا لقبول هذه الأخيرة بالقرار الأمريكي إدراج الجزائر ضمن القائمة السوداء إلى جانب 13 دولة أخرى. حمس: المعاملة بالمثل أفضل رد على القرار الأمريكي طالب أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم من الحكومة ضرورة معاملة الولاياتالمتحدةالأمريكيةوفرنسا بالمثل، وذلك على خلفية القرار الأخير القاضي بإدراج الجزائر ضمن قائمة البلدان التي يتم إخضاع مواطنيها لإجراءات مراقبة شديدة بمطاراتها. وأكد سلطاني أمس في تصريح ل "اليوم" أن هذا القرار يندرج في إطار سلسلة محاولات الدول الأوروبية والولاياتالمتحدةالأمريكية العدائية للإسلام بصورة خاصة. وقال رئيس حمس أن الأحزاب السياسية لا تملك أمام هذا القرار إلا التنديد بمثل هذه التصرفات التي تدل على محاولة ضرب استقرار الجزائر والعودة بها إلى سنوات الإرهاب، مضيفا أن الحركة لازالت تطالب بضرورة معاملة المواطنين الأمركيين بالمثل بمطار الجزائر، لأن القرار –حسبه- يحمل نوعا من التمييز، حيث اختارت أمريكا بلدانا لا علاقة لها بالإرهاب وهي حال الجزائر التي اعترفت بها هذه الأخيرة أن لها باعا كبيرا في مكافحته. النهضة: على الحكومة رفض زيارة كوشنير أو المعاملة بالمثل انتقد فاتح ربيعي الأمين العام لحركة النهضة بشدة القرار الذي اتخذته الولاياتالمتحدةالأمريكية بشأن تفتيش الجزائريين المتوافدين على مطاراتها بطريقة مهينة ومذلة. وقال ربيعي في تصريح ل" اليوم"، أن هذا القرار يندرج ضمن نطاق العنصرية التي ما فتئت أمريكا تثبت أنها الدولة الأولى المشجعة لها، معتبرا أن مثل هذه القرارات من شأنها أن تساهم في تأجيج العنف وإحياء الحقد الدفين بين الطرفين، وهو ما سيساهم في نشر الإرهاب بدل القضاء عليه، وهو الأمر الذي سبقه قرار حظر المآذن بسويسرا بصفة عدائية للإسلام وبطريقة مباشرة. كما دع ربيعي الحكومة إلى إلغاء زيارة كوشنير إلى الجزائر أو معاملة رعايا بلاده بالمثل. الإصلاح: أمريكا تريد مقايضة الجزائر دعا الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني جمال عبد السلام الدبلوماسية الجزائرية إلى مواصلة مساعيها المشرفة، بخصوص القرار الأمريكي والفرنسي الداعي إلى اعتبار الجزائر من بين البلدان الموضوعة في قائمة الإرهاب، رافضا بذلك مساعي فرنسا من خلال زيارة وزير خارجيتها برنار كوشنير إلى الجزائر الأسبوع المقبل. واعتبر جمال عبد السلام هذا القرار إفتزازا وابتزازا عنصريا من أمريكا وفرنسا والعديد من الدول الأوروبية لدول أصبحت أسواقها مفتوحة على العالم، مضيفا أن هذا التعنت في حق الجزائر جاء في إطار تهافت أمريكا وفرنسا على السوق الجزائرية، بما في ذلك النفط، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي مبرر آخر لقرار مثل هذا في حق الجزائر. هذا وأشار بن عبد السلام إلى أن هناك مفاوضات على أعلى مستوى تتم الآن بين الدبلوماسية الجزائرية وأمريكا على حد التصريحات الأخيرة لسفير الجزائري بواشنطن.