خبير في شؤون الهجرة: "قبول السلطات الكندية لطلب اللجوء السياسي شبه مستحيل" خفف القنصل الجزائري العام بمونتريال الكندية من الضجة التي أثيرت مؤخرا حول راقصي البالي الوطني الموصوفين بالفارين في الأراضي الكندية وهم في مهمة رسمية، مؤكدا أن ما جرى أمر عادي لحد الآن، لكون كل ما في الأمر مجرد تأخر للأعضاء عن العودة إلى الأراضي الجزائرية وأنهم ليسوا "حراڤة". * أكد القنصل الجزائري العام بمونتريال عمارة عبد الغني في تصريح خاص ل"الشروق اليومي" أن أعضاء البالي الوطني المتخلفين عن العودة إلى الجزائر ليسوا "حراڤة" وهم يقيمون الآن بصفة شرعية بالأراضي الكندية لكون تأشيراتهم صالحة لمدة 6 أشهر، كما نفى من جهة ثانية نفيا قاطعا توعد المسؤولين بالجزائر بمتابعتهم أو ملاحقتهم، مؤكدا أنه سيمد لهم يد العون حتى يعودوا إلى الجزائر معززين مكرمين كما كان الشأن مع زميلتهم التي عادت قبل أيام. * وذكر القنصل على لسان كاتب الدولة المكلف بالجالية الجزائرية بالمهجر أنه بعد مكالمة هاتفية بينهما يوم الأحد، أن هذا الأخير أكد أن لا أحد من هؤلاء الأعضاء فصل أو سيتم فصله قبل أو بعد عودتهم إلى الوطن، معتبرا تصريح المديرة السابقة للبالي الوطني بالتصريح الواهي الذي يتجاوز صلاحياتها مطمئنا المعنيين على أنهم ليسوا متابعين أو سيتم فصلهم في الوقت الحالي على الأقل حسب ما أكدته وزيرة الثقافة خليدة تومي. ومن جهة أخرى أكد ذات المتحدث بأن جوازات سفر المعنيين موجودة لدى السفارة الجزائرية بأوتاوا بعدما تم استلامها من يد رئيسة الوفد، التي تشغل منصب الدائرة الفنية والتقنية بمؤسسة البالي الوطني بعد تخلف أصحابها عن موعد رحلة العودة بتاريخ 12 نوفمبر. * من جهة أخرى أفادت مصادر للشروق أن الأعضاء الثمانية المتخلفين عن العودة يوجدون في حالة نفسية صعبة بسبب الضجة الإعلامية التي أثيرت حولهم، حيث يعيشون هذه الأيام حالة فزع وارتباك كبيرين، وقد كشفوا لذات المصدر أنهم وكلوا محاميا نصحهم بعدم الإدلاء بأي تصريح صحفي حتى يستكملوا إجراءات اللجوء السياسي، ورأى عارف بشؤون الهجرة واللجوء السياسي بكندا في تصريح للشروق أنه صعب ويكاد يكون مستحيلا بحكم أن المجموعة تعمل في مؤسسة وطنية ذات شهرة عالمية، تنقلت عبر الكثير من العواصم العالمية بكامل عناصرها، كما يتقاضون راتبا شهريا ومنحا شأنهم شأن بقية العمال والموظفين الجزائريين، ومن بينهم راقصة موجودة بالفرقة منذ 29 سنة لم تطلب اللجوء حتى في أصعب أيام محنة الجزائر، ولم يسبق لها أن اشتكت من أي مشكل يذكر. * وأكد ذات المصدر بأنه وفي حالة عزم الأعضاء على طلب اللجوء رسميا دون جوازات سفر أو إثبات هوية فإن مصالح الهجرة ستضطر إلى إيقافهم بمركز اللاجئين، حتى يتم التحقق من هويتهم التي تتطلب إثباتا خطيا من القنصلية الجزائرية، والتي يستبعد أن تسهل لهم هذه المهمة، لتبقى كل الاحتمالات واردة في انتظار ما ستكشفه الأيام القادمة. * وفي توضيح خاص من الديوان الوطني للثقافة والإعلام، تم التأكيد على أن الصورة المستعملة في أغلب المقالات المنشورة في الصحافة الوطنية خاصة بفرقة الفنون الشعبية التابعة للديوان وليست للبالي الوطني، ويضيف ذات التوضيح أن مؤسسة البالي الوطني مؤسسة مستقلة ولا تمت بأي صلة إلى للديوان، وكلا المؤسستين تشتركان فقط في الوصاية. * للإشارة فإن ضجة كبيرة صاحبت تأخر أعضاء فرقة البالي الوطني الثمانية عن العودة للجزائر بعد المشاركة في برنامج فني لمهرجان العالم العربي بمونتريال، الذي نظّمته السفارة الجزائرية بكندا، بمناسبة الذكرى ال56 لاندلاع الثورة التحريرية، واستدعى هذا التأخر حالة من الاستنفار في وزارة الثقافة وفي الخارجية الجزائري.