في طبعة خاصة بالجزائر صدرت على حساب المؤلف وتوزعها (دار الشهاب)، نزلت إلى الأسواق رواية للكاتب الصحفي (صلاح شكيرو) بعنوان (الأمير وامبراطورية الرمل) في انتظار صدورها بباريس مطلع جانفي القادم. ويستوحي الكاتب أحداث هذه الرواية من ملف قضية الملياردير (عبد المومن رفيق خليفة) المقيم في لندن والهارب من العدالة الجزائرية. سعيد جاب الخير الرواية تطرح في أسلوب بوليسي، الصعود الصاروخي والسقوط الحر لامبراطورية (الخليفة) في سياق الأزمة الوطنية والأحداث الدامية التي عرفتها جزائر التسعينيات. وقد قام الكاتب بتغيير أسماء الأشخاص، غير أنه ليس من الصعب أن نتعرف في شخص (رياض خرطال) على رئيس مجمع (خليفة) وفي (خرطال إيرويز) على شركة (خليفة إيرويز). وتظهر في أحداث الرواية أجواء الحياة الجزائرية بما تختزنه من عصب ونواد مغلقة، بشخوصها المدنية والعسكرية التي تتحرك في ظل دسائس المافيا المالية والسياسية وغسيل الأموال والمغامرات النسائية. وفي اتصال هاتفي معه، صرح صلاح شكيرو للشروق اليومي أنه اتفق مع دار نشر فرنسية كبرى على إصدار الرواية مطلع جانفي المقبل. وحتى لا يفوت فرصة سخونة الحدث وقضية الخليفة التي تبحثها العدالة الجزائرية، اقترح الكاتب على دار النشر الفرنسية إصدار طبعة خاصة بالجزائر على حساب المؤلف، ووافق الناشر، بشرط تعهد الكاتب ألا تباع هذه النسخ خارج الجزائر. وصرح المؤلف أنه عرض الموضوع منذ سنة ونصف على دار نشر فرنسية كبرى رفض الكشف عن اسمها، اشترطت عليه أن يخرج الكتاب في شكل تحقيق مع ذكر الأسماء الحقيقية، فرفض الكاتب لأسباب أمنية. وفي هذا الصدد يعترف (صلاح شكيرو) أن الرواية كتابة الجبناء ويقول "إذا كان الأمر هكذا، فأنا أعترف أنني جبان".. وعن سبب اختياره هذا الموضوع بالذات قال الكاتب إن الموضوع غير بريء وإن اختياره أيضا غير بريء، حيث إنه يشتغل عليه منذ أربع 04 سنوات، مضيفا أنه اختار هذا الموضوع لعدة اعتبارات، سياسية، اقتصادية وقانونية.. وبعد الانتهاء من جمع المادة الخام، فكر الكاتب في الشكل الذي يمكن أن يخرج به، فوقع اختياره على الرواية. وعن ذلك يقول (صلاح شكيرو) إن الدول المتحضرة تولي أهمية كبيرة للحوادث اليومية المتفرقة التي تكتب عنها الصحف أو تتحدث عنها وسائل الإعلام، وليس من الضروري أن تتعلق تلك الحوادث بقضايا كبيرة، بل قد تكون من الحوادث العادية التي لا يلقي لها عديد الناس بالا، غير أننا نجد المبدعين هناك يهتمون بها ويكتبون عنها الروايات والقصص وقد يبدعون عنها الأغاني أو الأعمال المسرحية أو السينمائية أو التلفزيونية أو حتى التشكيلية، بينما نحن في الغالب نحتقر الحدث الآني، بل هناك من أدبائنا ومبدعينا من يرفض هذا النوع من الكتابة ويضعها في خانة ما يسمى الأدب الاستعجالي، وأنا أقول، يضيف صلاح شكيرو، إنه سلوك حضاري، وأرى أن أي حدث مهما كان بسيطا في أعين البعض، ينبغي أن يكون مصدرا للإبداع في جميع أشكال