صدرت للكاتب الجزائرى صالح شكيرو رواية بعنوان ''إمبراطورية الرمال''، عن دار الساقي في بيروت ويعالج فيها قضية أثارت الكثير من التساؤلات داخل الجزائر وخارجها، وهي قضية الملياردير الجزائرى عبد المؤمن خليفة، أو بما عرف بمؤسسات خليفة، والتى تجمع بين الحقيقة والخيال، بين التحقيق الصحافي والتوثيق والعمل الفني المشوق. وقد حاول الروائي سرد حكاية معقدة ولكن مثيرة وشيقة وذلك باعتماده على الجانب التوثيقي للبرهنة على المعلومات التي أتى بها لتوضيح عملية الاختلاس الكبرى التي قام بها شخص يدعى رياض خرطال، وتمكن من خلالها من تكوين ثروة مالية هائلة. ولكن على حساب بلد محروم ويائس وخارج من سنوات سوداء، عرف دمارا كبيرا بينه وبين نفسه، بلد يتساءل عن مصيره وهويته، ولذلك تحمل رواية شكيرو طابع النقد والإدانة لبطل الرواية وأمثاله، للوهم الذى سوقه للجزائريين والعالم، على أنه رجل أعمال جزائري استطاع بحنكته وذكائه التجاري أن يتجاوز ظروفه، وهو مجرد صيدلي بإحدى المدن الجزائرية، والذى أصبح فى ظرف قصير أكبر رجل أعمال جزائري في الداخل والخارج. والملفت للانتباه هو أن الرواية تبدأ من لحظة النهاية، أي من القبض على مجموعة من مسؤولي شركة خرطال وهم متلبسون بتهريب أموال كبيرة للخارج. ثم تعود الرواية إلى رياض خرطال الشاب الذى يدرس في الجامعة وتربطه علاقة حب بزهرة التي نال منها ما أراد ثم تركها غير مبال بمستقبلها ولا بالفضيحة التي كان السبب فيها، ثم يدخلنا في عوالم أخرى متشابكة ومتقاربة، عوالم من كانوا وراء دفع خرطال إلى عالم المال بطريقة غريبة ومحيرة. وقد حاول صلاح شكيرو في هذه الرواية التي تتداخل فيها حكايات الماضي مع الحاضر، أن يقدم عملاً سردياً عن جريمة سطو كبيرة عبر تقنيات الرواية البوليسية، متتبعا مسار هذا الشاب منذ كان طالبا إلى أن أصبح رجل أعمال حيث يعكس العمل التزام الكاتب بتقديم رواية تنطلق أحداثها من الواقع المعيش وأبطالها حتى وإن قدمهم الروائى بأسماء مستعارة فهم أبطال حقيقيون، إذ حاول أن يجمع بين الوهمي والحقيقي، بين الواقع والخيال في هذا العمل المتميز.