ناشد حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق في حوار خصّ به الشروق اليومي الحكومات العربية مقاطعة مؤتمر القمة العربية المزمع التآمها في بغداد بالعراق. ووجه الضاري من خلال الشروق نداء إلى كافة الدول العربية لكيلا تعطي بمشاركتها في هذه القمة شرعية لحكومة المالكي التي قال عنها أنّها حكومة غير تمثيلية للشعب العراقي، كما أنّ هذه القمة في حال كُتب لها الانعقاد ستخدم المشروعين الأمريكي والصهيوني في العراق والمنطقة. * وأضاف الضاري أنّ الأسرى العراقيين يعيشون أوضاعا أشد مأساوية من الأوضاع التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الصهيوني. وأنّ العراقيين اليوم يعيشون وضعية مأساوية، ووصف الضاري حكومة المالكي بأنّها لا تملك من أمرها شيئا معتبرا أنّ هذا الأخير "أجرم مع الكثير من أبناء العراق، ولا نعتقد أنه سيتراجع عن أخطائه"، وأنّ أمر العراق هو بيد من ولاهم أمره من الأمريكيين والإيرانيين. واعتبر الضاري أنّ الانتخابات التي جرت في العراق مزورة وهزلية، وأنّ التجديد لرئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي جاء وفق ما تقتضيه المصلحة الأمريكيةالإيرانية، ولولا ذلك لما تمت عملية إعادته إلى قمة هرم الحكومة العراقية. * وفي ردّه عن سؤال آخر تعلّق بتراجع دور المقاومة في العراق، أكّد الضاري أنّ الحصار السياسي والإعلامي والمادي الذي تضربه الحكومة على المقاومة ساعد في إخفات صوتها، وإن كانت حسبه تعمل وفق الإمكانات المتاحة لها وهي تؤثر على الحكومة والاحتلال. كما أنّ الحصار العربي والإقليمي ازداد في السنوات الأخيرة على المقاومة، إضافة إلى التعتيم الإعلامي على ما تقوم به المقاومة أضعف جانبها أيضا. ووجه الضاري إشارات طمأنة إلى أنّ "المقاومة ستستمر وشعبنا مستعد للانخراط في صفوفها إذا توفرت الإمكانات". من جهة أخرى نفى رئيس هيأة علماء المسلمين في العراق أن يكون هناك صراع بين السنة والشيعة، وهذا ما كشفت عنه تسريبات ويكيليكس، وأكّد بالحرف الواحد "خذوا هذا على مسؤوليتي، ليس هناك صراع طائفي في العراق، وإنّما هناك صراع سياسي يقف وراءه الاحتلال وبعض القوى السياسية، وللأسف الشديد ساهمت إيران في هذا الصراع الذي كاد أن يتحول إلى حرب أهلية". وأبدى الضاري أسفه، لأنّه لم يُعط الوقت الكافي خلال مؤتمر الأسرى المنعقد في الجزائر لوضع المشاركين ضمن إطار الصورة الحقيقية لما يعانيه الأسير العراقي داخل سجون حكومة المالكي السرية منها والمعلنة، كاشفا أنّ هيأة علماء المسلمين العراقية تتابع يوميا بيانات الحكومة العراقية فيما يتعلق بالسجناء وأحوالهم، وأنّ الصورة التي تُحاول هذه الحكومة الترويج لها بعيدة تماما عن الواقع، لأنّ الزيارات التي يقوم بها الصليب الأحمر الدولي والهيآت الحقوقية العالمية للسجون العراقية مبرمجة ومحضرة سلفا من قبل حكومة المالكي، وبالتالي فهي بعيدة تماما عن تقديم حقيقة ما يعانيه من هم وراء القضبان من العراقيين.