عرضٌ من فرقة لبنانية.. ومخرج إيراني يريدهم في فيلمه تألق أعضاء البالي الوطني مساء الخميس الماضي، بمدينة مونتريال الكندية في أول خرجة لهم بعد طلبهم اللجوء في كندا، حيث قدمت العناصر السبعة عرضا رائعا بقاعة أحد مراكز اللجوء في إطار الاحتفلات برأس السنة الميلادية. * انفردت "الشروق" بحضور العرض الأول لعناصر البالي السبعة، الذين أسال فرارهم في كندا قبل أسابيع قليلة الكثير من الحبر، والذي حمل عنوان "كونتوبورا هيب"، وكان من نوع الهيب هوب"، وقدمته المجموعة على امتداد نصف الساعة تحت تصفيقات حارة مرفوقة بصيحات "برافوألجيريا". * ورافق مطرب الراب بن شهرة بلقاسم المجموعة في إحدى اللوحات، فانسجمت ألحانه مع عرض زملاء مولود، إلى درجة لم يشعر فيها الجمهور بارتجال المطرب والراقصين، قبل أن يقدم مولود "سكاتش" نال استحسان الكبار والصغار، في أول خطوة للمجموعة نحو عالم الاحتراف، حسب رأي أحد أعضائها. * ويأتي هذا العرض مباشرة بعد استكمال المجموعة كل الإجراءات الإدارية والقانونية الخاصة بطلب اللجوء لدى مصالح الهجرة الكندية بمدينة مونتريال، سلمت بعدها لكل عضو رخصة لجوء صالحة لمدة خمس سنوات، يعيشون فيها تحت حماية الدولة الكندية والقوانين العالمية الراعية لحقوق الإنسان، ريثما تدرس ملفاتهم ويتم الفصل فيها من قبل قاضي فيدرالي تابع لوزارة الهجرة والمواطنة. * وسيستفيد المعنيون بفضل هذا الإجراء من التأمين الصحي والمنحة الاجتماعية في انتظار صدور رخصة العمل الشهر القادم تجدد سنويا، وتمكن صاحبها من النشاط بصفة قانونية، علما بأن المجموعة فصلت في اختيار محام لها يوم الثلاثاء الماضي للتكفل بملفاتهم لدى مصالح الهجرة، حسب ما يشترطه القانون الكندي الذي يتحمل الأعباء المادية للمحامين المختصين في مثل هذه الحالات. * وباشر المحامي عمله في ذات اليوم بدءا بمنعهم من الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام في الوقت الحالي والبقاء بعيدا عن الأضواء، ما أثر في تواصل "الشروق" في آخر لحظة مع المجموعة، مما دفعنا إلى الاتصال المباشر بالمحامي مباشرة الذي رفض جملة وتفصيلا طلب الرد على سؤال منه أو من عناصر المجموعة التي كنا قد تحدثنا قبلها مع بعضهم. * وتعود قصة رفقاء مولود إلى العاشر من نوفمبر، حين قدموا عرضا فنيا بمناسبة الذكرى السادسة والخمسين لاندلاع الثورة بمدينة مونتريال الكندية بمبادرة من السفارة الجزائرية، وكشف أفراد الفرقة ليلتها، عدم رغبتهم في العودة إلى الجزائر، ما دفع بالدبلوماسيين الجزائريين إلى محاولة إقناعهم بالعدول عن الفكرة، ليتخلف في الأخير ثمانية أعضاء، من بينهم فتاة، عن العودة رفقة زملائهم، بعد أن سحبت منهم جوازات سفرهم وأمتعتهم. * الفرق بين التأمين في كندا وبطاقة "الشفاء" في الجزائر؟ * واستضافت سيدة كندية اثنين من الأعضاء الفارين، تعرفت على أحدهما عبر شبكة الانترنيت، وتفرق الآخرون بين معارفهم، قبل أن يلتقي الجميع بعد أيام في أحد مراكز اللجوء غرب مدينة مونتريال، حيث أقاموا شهرا كاملا، استكملوا خلاله الإجراءات الإدارية والقانونية مع الحرية المطلقة في التنقل داخل المركز وخارجه، وهو ما وقفت عليه "الشروق" خلال زياراتها العديدة لثلاثة أعضاء يقيمون في شقة بغرب المدينة، بينما يتقاسم ثلاثة آخرين شقة بشرق مونتريال، بينما اختار رضا الإقامة بمفرده، في حين تتقاسم زميلتهم الإيواء مع إحدى التونسيات. * وتم الاتفاق المبدئي مع ثلاثة أعضاء من الفرقة من أجل الالتحاق بفرقة "دبكة" لبنانية الذي أعجب مسؤولها بالعرض التجريبي، في انتظار مباشرة العمل خلال الأسابيع القادمة، كما ينتظر الجميع المشاركة بداية من فيفري القادم، في فيلم سينمائي بمونتريال، يحمل عنوان "جزار حلال" يبحث مخرجه إيراني الأصل عن وجوه ذات ملامح عربية. * الفرق في العمل بين الجزائروكندا * أما عن الحالة النفسية لرفقاء مولود، فهي جيدة بعد استكمال الإجراءات القانونية بصورة عادية، وهو ما زاد المعنيين إصرارا على مواصلة المشوار إلى آخره، فلم نلاحظ تأثرهم ببرودة الطقس أو تخوفهم من المستقبل، بينما عاد مولود مرة أخرى لرواية قصة تعرضه لحادث بركبته أثناء التدريبات بالجزائر، جعله مهددا بالطرد من البالي، وهو غير مؤمن لدى الضمان الاجتماعي، رغم تواجده ضمن الفرقة مدة ثلاث سنوات، ليجد نفسه بين عشية وضحاها مؤمنا في كندا حتى قبل أن يبدأ العمل. * ويروي مولود بمرارة قصة شهادة ميلاده التي طلبها من عائلته لاستكمال ملفه لدى مصالح الهجرة، فاصطدم شقيقه برفض العون الإداري في بلدية إقامته بحجة أن المعني "حراڤ" ومتابع قضائيا، مما دفع بوالده إلى الاتصال بأحد المنتخبين المحليين الذي استدرك الموقف وسلمه شهادة الميلاد، وعلق مولود على الحادثة بقوله: "إنه دليل قاطع على الظلم والبروقراطية والحڤرة التي تتعامل بها الإدارة مع البسطاء"، بينما تحسر صديقه "ع" على وصول بطاقة "الشفاء" إلى عنوانه بالجزائر بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات عمل فيها مع البالي الوطني خارج التغطية الصحية.