اعتقلت أمس، قوة من الجيش المصري خمسة أجانب من العاملين في قناة الجزيرة الإنجليزية الفضائية، من فندق الهيلتون "رمسيس" الذي يقيمون فيه وسط القاهرة، والقريب من ميدان التحرير حيث مئات الآلاف، معتصمين إلى غاية سقوط نظام حسني مبارك. * * ولم تدم فترة اعتقال صحفيي الجزيرة الإنجليزية إلا ساعتين من الزمن، إذ سرعان ما تم الإفراج عنهم دون أن توضح السلطات المصرية سبب الاعتقال، سوى حجز إحدى الكاميرات التي كانت بحوزتهم. * وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد دعت إلى الإفراج عن خمسة مراسلين لقناة الجزيرة معتقلين في مصر فورا. * وقال بي جيه كراولي، المتحدث باسم الوزارة في رسالة نشرت على موقع تويتر "نحن قلقون من إغلاق الجزيرة في مصر واعتقال مراسليها"، وأضاف: "يجب أن تكون مصر منفتحة ويجب الإفراج عن المراسلين". * واتضح أن المراسلين الذين تم اعتقالهم من جنسيات أوروبية وأمريكية، مما وضع السلطات المصرية في حرج أمام المجتمع الدولي ولم تدم فترة اعتقالهم سوى 120دقيقة فقط! * وكان الوزير المصري للإعلام المُقال والمجدّدة فيه الثقة أنس الفقي، قد أمر أمس، بإغلاق جميع مكاتب قناة الجزيرة وسحب تراخيص صحفييها وتراخيص أجهزتها، لمنع بث أي مشاهد أو تغطية ما يحدث في مصر، كما قُطع بث القناة لدقائق على قمر "النيل سات" قبل أن يتم تغيير الترددات للقناة الإخبارية والجزيرة مباشر، وهو القرار الذي فسرّه الكثيرون على أنها محاولة من النظام المصري للقيام بمجزرة في حق شعبه دون حضور وسائل الإعلام غير المهادنة في ظل تخندق بعض الفضائيات في صف النظام المصري، ونقل صور معاكسة لما يحدث في القاهرة والمحافظات القريبة منها. * وبثت قناة الجزيرة ظهر أمس شريط فيديو يعود إلى يوم الجمعة، يوضح تعامل همجي لرجال الشرطة مع مصلين على جسر قصر النيل سابقا "كوبري الجلاء"، حيث أظهرت الصور دهس شاحنة الشرطة لمواطنين دون شفقة ولا رحمة، ورشها لجموع المصلين بخراطيم المياه، وهم ركوع وسجود، فضلا عن سماع صرخة لامرأة دهستها عجلات شاحنة الشرطة وتم نقلها بسرعة لتلقي العلاج، كما أظهرت الصور محاولة لهروب رجال الشرطة بعد إنهاء المواطنين صلاتهم وشروعهم في الرد على استفزازات الأمن.