أجمع سياسيون ومعارضون وعلماء مصريون على ضرورة رحيل الرئيس المصري حسني مبارك تلبية لرغبة حشود الجماهير التي تواصل انتفاضتها من أجل التغيير والإصلاح في مصر. وقال المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بعيد الإعلان عن تعيين نائب للرئيس، ورئيس وزراء جديد أول أمس "إن تغيير الأشخاص غير كاف". ووجه حديثه إلى الرئيس المصري في تصريحات لقناة الجزيرة "أقول للرئيس مبارك ونظامه ارحلوا اليوم قبل الغد هذا أفضل لمصر وأفضل لكم". وتابع "نريد أن ننتقل من نظام دكتاتوري إلى نظام ديمقراطي يقوم على العدالة الاجتماعية وبدون ذلك ستستمر التظاهرات". ودعا إلى تشكيل "حكومة إنقاذ وطني تمثل فيها كافة طوائف الشعب المصري وتقوم بالإعداد لانتخابات حرة نزيهة وإعداد دستور جديد". وتابع البرادعي موجها رسالة إلى الجيش المصري "أقول للقوات المسلحة إن دوركم أن تحموا مصر، يجب أن تقفوا مع الشعب المصري وليس مع الطغيان". ووجه تحية إلى الشباب المصري الذي لا يزال متجمعا في ميدان التحرير بقلب القاهرة مطالبا بإسقاط نظام الرئيس حسني مبارك. وكان البرادعي أكد في تصريحات سابقة أن "الاحتجاجات ستستمر بزخم شديد حتى سقوط نظام مبارك". كما علق البرادعي على الموقف الأميركي من المظاهرات في مصر إذ اعتبر أن "الحكومة الأميركية ما زالت متمسكة بالرئيس مبارك ويجب أن يدركوا أن مصداقيتهم تتضاءل في الشارع المصري والعالم العربي". وفي مقابلة أخرى مع قناة الجزيرة، أكد البرادعي أنه "يجب على الإدارة الأميركية أن توضح موقفها أما بالانحياز للشعب أو النظام" وأضاف "أعتقد أن الانتفاضة المصرية ستستمر، وكلما وصلنا إلى حل توافقي يسمح لمبارك بالمغادرة بكرامة، نتجنب مخاطر الانزلاق إلى الفوضى في مصر". وأيده العالم المصري أحمد زويل -الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء الذي قال في تصريحات للجزيرة- "لا يمكن حل الأزمة في مصر بتغيير الأشخاص دون تغيير النظام". وأضاف "الشباب المصري الذي تظاهر اليوم ليس مؤدلجا ولا مسيسا" في إشارة إلى مئات الآلاف من الشبان الذين نزلوا إلى الشارع للتظاهر سلميا مطالبين بالحرية والديمقراطية ورحيل الرئيس مبارك. وضم الداعية الإسلامي البارز الشيخ يوسف القرضاوي الذي يترأس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين صوته إلى الأصوات المطالبة برحيل مبارك. وقال في اتصال مع قناة الجزيرة "انصح الرئيس مبارك أن يرحل عن مصر وليس هناك حل لهذه المشكلة إلا أن يرحل مبارك". وأضاف متوجها إلى الرئيس المصري "ارحل يا مبارك، ارحم هذا الشعب، وارحل حتى لا يزداد خراب مصر". وتابع "لم يعد لك بقاء يا مبارك، أنصحك أن تتعلم من درس زين العابدين بن علي الرئيس التونسي المخلوع. لا أريد أن تحاكمك الجماهير بل أن تحاكم بعد ذلك في محكمة مدنية". وشدد مخاطبا الرئيس المصري "أريدك أن تخرج. حكمت ثلاثين سنة"، مؤكدا أنه يتكلم باسم "علماء الدين في مصر والعالم". وقال متوجها إلى الشعب المصري "استمر في انتفاضتك" إلا أنه حذر من أن الاعتداء على مؤسسات الدولة حرام وشدد على ضرورة أن يكون التحرك بالسبل السلمية. من جانبها دعت جماعة الإخوان المسلمين إلى تشكيل حكومة وطنية انتقالية في مصر وإلى نقل السلطة بشكل سلمي وذلك في بيان أصدرته السبت في اليوم الخامس من الانتفاضة الشعبية على نظام الرئيس حسني مبارك. وقال محام يمثل الجماعة إن الاحتجاجات التي هزت مصر لن تهدأ ما لم يتخل الرئيس حسني مبارك عن السلطة أو يعلن عن إصلاحات فورية.