أكد مسؤول عسكري على صلة بملف مكافحة الإرهاب، أن أجهزة الأمن تمكنت نهائيا من تحديد هوية أفراد الجماعات الإرهابية الذين لا يزالون ينشطون في الجبال وينتمون إلى مختلف التنظيمات الإرهابية أغلبها الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وتم بناء على ذلك تحديد عددهم ومصيرهم، وتوصلت التحريات إلى أن هناك غير مبحوث عنهم في صفوفهم. وتحفّظ مصدرنا عن تحديد العدد واكتفى بالقول إنهم لا يتجاوزون 500 فرد حاليا. نائلة. ب تملك مصالح الأمن تقارير عن هؤلاء ومناطق نشاطهم وانتماءاتهم، ويساهم تحديد هوياتهم في الكشف عن الإرهابيين الحقيقيين، خاصة وأن العديد منهم كانوا ينشطون بهويات مزورة للإفلات من رقابة أجهزة الأمن أو بهويات رفقائهم الذين يتم القضاء عليهم من طرف قوات الجيش، كما يستعملون غالبا أسماء مستعارة أو كنية "مما يصعب تحديد هوياتهم"، مشيرا إلى أن التائبين يقدمون معلومات عن رفقائهم، لكن بأسماء مستعارة. وكانت مصالح الأمن تواجه صعوبات عند القضاء على إرهابيين وكثيرا ما لجأت عائلاتهم إلى تقديم تصريحات كاذبة بالتأكيد على أن الجثث هي لذويهم وتمكنوا من التعرف عليها وذلك غالبا لطي الملف والتخلص من "ملاحقات" رجال الأمن، لكن عملية تطبيق ميثاق السلم والمصالحة كشفت عن وجود تلاعبات وتصريحات مزيفة "بفضل امتلاك أجهزة الأمن اليوم معلومات عن الإرهابيين النشطين والجماعات التي ينتمون إليها ومطابقتها مع تصريحات العائلات". وبناء على هذه المعطيات، كشف المسؤول العسكري ل "الشروق اليومي" أنه تم الاتصال بعائلات الإرهابيين النشطين في إطار حملة التحسيس بميثاق السلم "لتدلهم على أماكن تواجد أبنائها ومحاولتهم إقناعهم بالتوبة"، خاصة وأن بعض العائلات تؤكد جهلها أماكنهم أو حتى مصيرهم وأنها لا تملك أدنى معلومات عنهم. المعلومات المتوفرة لدى مصالح الأمن اليوم، تساهم - برأي مصدرنا - في "تطهير" ملف الإرهابيين. وعلى الصعيد الميداني، توجه المختصون في عمليات مكافحة الإرهاب لتبني خطة مواجهة أية جماعة إرهابية، حسب إمكانياتها البشرية والمادية وأسلوبها واستراتيجيتها وكذلك توقع مخططاتهم "ونحن متقدمين في هذا المجال". وأضاف مصدرنا أن الإرهابيين في الجبال محاصرون من كل الجوانب، مما يساهم في نجاح عمليات مكافحة الإرهاب، لكنه اعترف أن الصعوبة تكمن في عناصر شبكات الدعم والإسناد باعتبارهم ليسوا محل بحث وأغلبهم قصر تم "توظيفهم"، لأنهم ليسوا محل شكوك أو شبهات "ليتم التركيز على المعلومات الواردة إلى مصالح الأمن، خاصة من التائبين حديثا وحوّل المكلفون بملف مكافحة الإرهاب نشاطهم إلى الحرب على القواعد الخلفية لهذه التنظيمات. وجرى دائما تضارب حول عدد الإرهابيين النشطين في الجبال الذين يقدر عددهم، حسب وزير الداخلية، بحوالي 700 عنصر. الجيش يتأهب لضرب معاقل الإرهاب بمنطقة القبائل آيت رمضان تستعد القوات المشتركة المنتشرة بمنطقة القبائل لشن هجوم كاسح على معاقل الإرهابيين المتواجدة جنوب شرق تيزي وزو. مصادر موثوقة أكدت ل "الشروق اليومي" أن وحدات من الجيش معززة بالقطع الأرضية الثقيلة قد تموقعت بالعديد من النقاط الاستراتيجية، خاصة تلك التي تقع على الشريط الحدودي مع ولاية البويرة، ففي نهاية الأسبوع الماضي طائرات الهيلكوبتر التابعة لسلاح الجو قامت بعملية استطلاع واستكشاف لأدغال آث علاوة وآيت وعبان التي يشتبه بناء على تصريحات التائبين أن تكون إحدى أهم القواعد الخلفية للجماعات الإرهابية التي تنشط بإقليم الولاية، هذا ونصب الجيش منذ أيام نقاط تفتيش إضافية لتطويق المنطقة ومراقبة حركة المرور مثلما هو الحال على مستوى الطريقين الوطنيين رقم 30 و15. وتفيد المعطيات الأولية بأن خصوصيات وطبيعة تضاريس المنطقة تستدعي استعمال إمكانيات عسكرية ضخمة، على غرار ما حدث سنة 2004 في عملية أكفادو ببني كسيلة التي حققت نجاحا كبيرا في تصفية الكثير من العناصر الموالية للجماعة السلفية للدعوة والقتال، كما باشرت قوات الأمن عملية تمشيط جديدة بمنطقة ميزرانة والتي تعد أيضا من أبرز معاقل الجماعات الإرهابية.