بسام القنطار، شقيق عميد الأسرى اللبنانيين في إسرائيل، سمير القنطار، إلتقته "الشروق اليومي" في مظاهرة نظمها اللبنانيون احتجاجا على زيارة مساعد كاتبة الدولة للخارجية إلى بيروت ديفيد ولش، ورفضا للمساعي الفرنسية الأمريكية لإجهاض الانتصار الوشيك للمقاومة، فكان هذا الحوار السريع. حاوره في بيروت: رشيد ولدبوسيافة * كيف هو شعوركم وأنتم ترون المقاومة كلها تتجند من أجل إطلاق سراح الأسرى ومن بينهم أخوكم سمير، وكيف تشعرون وأنتم ترون الشباب هنا يلتفون حولكم ويساندونكم ويطالبون بأن لا يكون هناك تنازل مع إسرائيل؟ ** المقاومة منذ انطلاقتها هي مقاومة شريفة ومقاومة مناضلة، وشاءت الأقدار أن يتحلى مجاهدوها بكل بهذا الكم الهائل من البطولة والشجاعة وأيضا أن يكون سندا لهم قيادة عسكرية وسياسية رائعة على المستوى الميداني والسياسي والأخلاقي... هذه المقاومة من قائدها سماحة السيد نصر الله إلى آخر مجاهديها هي مقاومة شريفة، هذا ليس فقط جواب الشعب اللبناني وجواب عوائل الأسرى المعتقلين اللبنانيين والفلسطينين والعرب، هو جواب جميع أمتنا العربية التي خرجت إلى الساحات لتنتفض نصرة لهذه المقاومة وغضبا على حكامها الذين باعوا أمتهم وباعوا كرامتهم وباعوا حق شعوبهم في الحياة من أجل أن يبقوا على كراسيهم. *هل لكم اتصالات مع شقيقكم الأسير سمير القنطار؟ ** في الواقع فإن محامي الأسير سمير القنطار، وهو بالمناسبة محامي القائد الفلسطيني مروان البرغوثي، يحاول القيام بزيارة إلى سمير يوم الأحد، نأمل أن تتحقق هذه الزيارة، لأنه منذ أسر الجندي الصهيوني في غزة والقوات الإسرائيلية تمنع الزيارات عن الأسرى الفلسطينيين والعرب وخصوصا الأسرى القادة مثل مروان البرغوثي وسمير القنطار وأمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأمانة العامة أحمد سعدات وغيرهم من القادة، أنت تعلم أن هناك سبعة عشر نائبا فلسطينيا منتخبا بطريقة ديمقراطية في المجلس التشريعي الفلسطيني في السجون الإسرائيلية، كل هؤلاء تمارس في حقهم سياسة عزل واضحة، آمل أن يستطيع المحامي اختراق سياسة العزل هذه، وأن يقوم بزيارة سريعة لشقيقي سمير، لأن لسمير القنطار الكثير ما يقوله حول ما يجري من أحداث في لبنان. *ما هو الهدف من هذه المظاهرة التي تنظمونها اليوم؟ ** الهدف واضح، لأن اللبنانيين اليوم باتوا يدركون أكثر من أي وقت مضى أن هذا العدوان الإسرائيلي الذي يمارس في حق أطفالهم وشيوخهم وأرضهم وفي حق أملهم في العيش في أرضهم بسلام، هو قرار أمريكي بامتياز قبل أن يكون قرارا إسرائيليا، إعتصام اليوم للتأكيد على الرزمة الكاملة لحقوقنا الوطنية التي لا يمكن أن تتجزأ على غرار ما يحاول الأمريكي في مجلس الأمن أن يفعل، جئنا لنقول لولش اليوم لن يكون هناك وقف لإطلاق النار حقيقي بمعزل عن انسحاب القوات الإسرائيلية من كافة الأراضي اللبنانية المحتلة بما فيها مزارع شبعا وجنان كفر شوبا، ولن يكون هناك سلام مع هذا الغاصب طالما أن هناك شعب مقاوم... مقاومة لبنان الآن تتعرض لهذه الهجمة الشرسة والعدوان الشرس، وطالما أن هناك أسير لبناني واحد وجثمان شهيد لبناني واحد في فلسطينالمحتلة، لن يكون هناك سلام. بلغتنا بالأمس العديد من المساعي التي تحاول الإدارة الأمريكية من خلالها السعي للضغط على الحكومة اللبنانية من أجل لعب دور في إطلاق الأسيرين الصهيونيين لدى حزب الله، أعتقد أن هذا القرار هو قرار مرفوض بالكامل من الحكومة اللبنانية ومن جميع فئات الشعب اللبناني، هذه المعركة هي معركة الوعد الصادق لسماحة السيد نصر الله لإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، وهي اليوم باتت الوعد الصادق لإطلاق سراح كل فئات الشعب اللبناني من هذا الأسر الكبير الذي يحاول العدو الصهيوني أن يأسره فيه، من خلال حصار وتهجير وتجويع شعبه وتدمير قراه وقتل أطفاله في قانا وقتل عماله الكادحين في القاع، كل هذه الجرائم لا يمكن أن تمر بدون تحقيق مطالبنا الوطنية التي من أجلها انطلقت المقاومة في لبنان منذ عشرات السنين، تحرير الأرض وتحرير الأسرى وحقنا الكامل في سيادتنا الوطنية على كل شبر من أرضنا وكل متر من مياهنا الإقليمية وأيضا على سمائنا التي تخترقها الطائرات الإسرائيلية كل يوم.