رغم دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ خشي مئات الاف الإسرائيليين العودة الى منازلهم يوم أمس، كما تبين لنا من خلال جولة ميدانية على طول الشريط الحدودي الفلسطيني -الإسرائيلي. وكما كانت طيلة أيام الحرب بدت مدن كريات شمونة ونهاريا وصفد وعشرات المستعمرات الممتدة من راس النقاورة على البحر المتوسط غربا الى هضبة الجولان السوري المحتل شرقا مدن أشباح. ولم يتواجد في المجمعات السكنية هذه سوى افراد قلائل، فيما لا تزال المحال التجارية مغلقة وواجهاتها الزجاجية محطمة وتسودها أجواء الحرب والتوجس من المجهول. وعلى طول الشريط الحدودي المذكور كانت امتدت طوابير من الدبابات والآليات العسكرية التي كانت تنتظر المشاركة بالعدوان. وشوهد آلاف الجنود الصهاينة يستظلون بجوار دباباتهم أو تحت ظل الأشجار. وكانت سلطات الجيش الإسرائيلي قد دعت الجمهور في شمال إسرائيل الى عدم العودة لمنازلهم والبقاء رهن الملاجىء، لافتة الى احتمال انكسار ما أسمته بالاتفاق الهش، بحسب البيان. مراسل الشروق من حيفا: تيجان أفندي وتعليقا على ذلك كتب المعلق السياسي في "هآرتس" افس تسفرير امس، انه تجول في شمال البلاد طيلة أيام الحرب وتنبه الى ان كل المقتدرين من المواطنين اليهود فروا من المكان نتيجة الكاتيوشا، فيما بقيت الأغلبية الساحقة من فلسطينيي 48 المقيمين في منطقة الجليل التي طالتها الصواريخ. وأضاف تسفرير "يبدو ان هذين المشهدين المختلفين، البلدات اليهودية الفارغة مقابل البلدات العربية العامرة بسكانها تحكي كل الحكاية، فهم يتشبثون بالأرض ويلتصقون بها أوقات السلم والحرب بعد تجربة النكبة، أما نحن، فلا ارتباط لنا بالارض، فتخلينا عنها في أول امتحان حقيقي". وكانت "هآرتس" قد كشفت أمس، ان مجموعات من الإسرائيليين يقومون في الأيام الخيرة ببيع بقايا صواريخ الكاتيوشا المتساقطة في إسرائيل كذكاريات بأسعار تتراوح بين الف وألفين وأربعمائة دولار. وكان رئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت قد حاول في خطابه في البرلمان الصهيوني ان يقلل من خسارة الكيان والتبجح بإنجازات هامة، لافتا الى إضعاف حزب الله والتهيئة لنظام سياسي جديد في لبنان واستعادة الجنديين الأسيرين. وقد قوبل أولمرت بمقاطعة بعض النواب العرب وبمقاطعة النائب اليميني الذي قال "سيعجز ألف عطار وخبير في العلاقات العامة عن تحويل الهزيمة الى انتصار.