سجلت المقاومة اللبنانية أمس، رقما قياسيا من ناحية الصواريخ التي استهدفت فيها شمال إسرائيل، حيث تجاوز تعدادها ال 300 صاروخ، وفقا للاعترافات الإسرائيلية، ليبلغ بذلك مجمل عددها منذ بدء العدوان نحو 2100 صاروخ. أما الفارق بين أعداد حزب الله وبين اعترافات إسرائيل، فمرده إلى سقوط صواريخ في مناطق مفتوحة لا يتم رصدها، إضافة إلى دأب إسرائيل على التعتيم حيثما أمكن، كما قال ل"الشروق اليومي" الصحفي جاكي خوري مراسل "هاآرتس" في مدينة نهاريا أمس. أشار خوري إلى أن صواريخ الكاتيوشا المنهارة كالمطر على مدن اسرائيل امس، قد أربكت المسؤولين وأججت حالة التململ الشعبية. ونوّه خوري الى ان ازمة الحكومة تتبدى من خلال تعليقات القراء الإسرائيليين في مواقع الإنترنت الذين تعرب أغلبيتهم عن تشكيكهم بالرواية الرسمية مقابل ميلهم لتصديق بيانات المقاومة. مراسل الشروق من حيفا: تيجان أفندي وقد أدت صواريخ الكاتيوشا إلى قتل مواطن إسرائيلي في مستعمرة ساعر شمال مدينة نهاريا وإصابة العشرات بجراح، إضافة إلى خسائر مادية جسيمة، فيما أصاب صاروخ موقعا عسكريا في مدينة طبريا ولم تكشف تفاصيل حيال ذلك. وقد جاءت زخات الصواريخ هذه برهانا مدويا لكل من آمن ان الهدوء الذي ساد شمال اسرائيل خلال يومي الهدنة كان فعلا الهدوء ما قبل العاصفة التي ضربت عدة مدن وأبقت حوالي مئات الاف الاسرائيليين داخل الملاجىء او على مقربة منها. وبسبب استهداف مدينة كريات شمونة (30 الف نسمة) القائمة على أنقاض بلدة الخالصة الفلسطينية من العام 48 بأعداد كبيرة من الصواريخ طيلة الأيام الاخيرة شرعت السلطات الإسرائيلية في إخلاء كافة السكان المتبقين فيها. وكانت بلدية مدينة ايلات على شاطىء البحر الاحمر التي باتت ملاذا للإسرائيليين الفارين من نار المقاومة قد استضافت امس، الدفعة الاولى بعد نقل ألف مواطن بعشرين حافلة. كما سقط صاروخ من نوع خيبر في منطقة تتوسط مدينتي العفولة وبيسان على بعد 60 كيلومترا مسجلة بذلك أبعد مدى لها حتى الان. واعتبر بعض المعلقين الموضوعيين الاسرائيليين ان استنكاف المقاومة عن قصف شمال اسرائيل طيلة يومي الهدنة والعودة لاستخدامها بقوة من جديد امس، دليل حاسم ان قواتها لا تزال متمسكة ومؤتمرة بتعليمات قيادة مركزية. وكان عدد كبير من الوزراء والمسؤولين العسكريين الاسرائيليين على رأسهم قائد الاركان دان حالوتس قد فاخروا في ساعات مبكرة من ان الجيش قد أعطب وحّيّد ثلثي راجمات الصواريخ. وقد ضرب انهمار صواريخ الكاتيوشا مصداقية الحكومة الاسرائيلية بالصميم بعد تأكيداتهم وتصريحاتهم المضطربة حول إخراس نيران حزب الله. وفي اليوم الثاني والعشرين للعدوان برزت مجددا مقالات وتحليلات إذاعية وتلفزيونية لمعلقين إسرائيليين امس وجهوا انتقادات لاذعة للحكومة الإسرائيلية في أعقاب مقتل عدد من الجنود ليلة امس الاول واستئناف قصف الصواريخ. في مقاله بعنوان "الحرب الاكثر فشلا" حمل المعلق البارز في صحيفة " هاآرتس" زئيف شترنهيل بشدة على الحكومة الاسرائيلية ورئيسها، لافتا الى ان توصيفها بحرب وجودية تنم عن محاولة لإيجاد غطاء أخلاقي لعمليات زرع الموت والخراب في لبنان ومعاقبة أهله جماعيا. وأكد الكاتب ان الحرب كانت نتيجة قرار متسرع وغير مدروس مستندا الى تقديرات مشوهة. وأضاف "هذه الحرب الاكثر إخفاقا في حروب إسرائيل، لان الدولة لم تستعد للحظة الامتحان ودفعت بالجيش اليها دون التثبت من قدرته على تحقيق أهدافها، أما الخطابات التشرتشلية لإيهود أولمرت، فهي محاولة لتغطية فشله الكبير." من جانبه، قال المعلق السياسي في إذاعة الجيش الاسرائيلي رازي باركئي في حديث للقناة الثانية ان خطابات رئيس الوزراء الاسرائيلي المتكررة ناجمة عن رغبة بالتسابق لقص شريط الانتصار. وأضاف منوها الى عجز الحرب عن إنجاز غاياتها المشتهاة "لكن للأسف المشكلة انه ليس هناك شريط".