يروي "لا كونكيت" الذي سيعرض للمرة الاولى ضمن في مهرجان "كان" في 18 ايار/مايو قصة وصول نيكولا ساركوزي إلى سدة الرئاسة الفرنسية ودخوله قصر الإيليزيه في العام 2007 "ليكسب السلطة ويخسر زوجته" سيسيليا، حسبما لخص كاتب السيناريو باتريك روتمان. * ويقول المخرج الوثائقي المحنك لوكالة فرانس برس انه ولانجاز الفيلم "قمت ببحث معمق". يضيف "في الاجمال كل ما هو مذكور في الفيلم صحيح. كنت بحاجة لمعرفة القصة بأدق تفاصيلها". * مع هذا الفيلم ذي الجراة غير المسبوقة في السينما الفرنسية، يصبح المشاهد بمثابة "عين خفية ترى وتسمع كل ما يدور" في كواليس الحملة الانتخابية وداخل العلاقة المتأزمة بين الزوجين. * ويتابع روتمان "قرات كل الصحف وعشرات الكتب - ولا اعتقد انه كتب عن اي مرشح مثلما كتب عن ساركوزي. كما قابلت العديد من الشهود والعاملين في حملته بالاضافة الى صحافيين كانوا يتبعونه اينما كان، ويدونون احاديثه غير الرسمية". * واضاف روتمان "كنت اتقدم في العمل بصمت، فقد احيط المشروع الذي كتب في حينه بسرية مطلقة بين ثلاثة اشخاص، هم المنتجان وانا". * وتابع ان "عددا من المشاهد، لا تتجاوز العشرة حقيقية بالكامل. وهي اساسية مثل مشهد "لا بول" (حول حمام بحر قام به رئيس الوزراء السابق دومينيك دوفيلبان)"، ولا بد منها لنقل المشاهد الى الحدث التاريخي. * ويشرح روتمان كاتب سيناريو الفيلم "كنا احيانا نفتقر الى الصور، لكن كان لدينا سرد دقيق، فكنا نبتكر شرط عدم الابتعاد عن الواقع". * واضاف ان "الغالبية العظمى من المشاهد تم ابتكارها، لكن المضمون السياسي للوقائع حقيقي، مع حرصنا على اعادة تكوين ادق التفاصيل بطريقة مطابقة للواقع". * ويقر روتمان ان "العديد من الاشخاص سيتفاجاون باللهجة القاسية والعنيفة في الوسط" المحيط بالحملة الانتخابية، حيث "يتعين قتل الاخر. وفي السياسة نفعل ذلك بالكلمات"، مشيرا الى ان "كل الصحافيين في المجال يعرفون ان رجال السياسة لا يترددون في استخدام الشتائم خصوصا (الرئيس السابق جاك) شيراك ودوفيلبان. اما نيكولا ساركوزي فكان يثور ضد محيطه". * لاعادة كتابة القصة بكاملها، كان لا بد من التطرق الى "التداخل الوثيق بين الخاص والعام، وهو التداخل الحاسم والاساسي في القصة، والذي لم يكن بامكان الفيلم ان يغفله"، بحسب روتمان الذي يتحدث عن تخلي سيسيليا عن ساركوزي، عندما كان لا يزال مرشحا الى الرئاسة. * وقال كاتب السيناريو "عندما رحلت لم تكن فقط الزوجة بل تماسكة الاجتماعي الذي رحل فهي كانت تدير كل شيء"، كما ان "ساركوزي سلط الكثير من الاضواء على حياته الخاصة، بما يكفي لنصنع هذا الفيلم". * بهذا يكون "لا كونكيت" فيلما يروي قصة رجل "يغزو السلطة إلا أنه يخسر زوجته. في 6 اماي 2007، في يوم انتخابه. يقضي يومه في البحث عنها. وعندما يجدها، يسعى بكل السبل لاقناعها بالعودة اليه. والفيلم ينقل يأس هذا المرشح المنتخب الباحث عن زوجته". * ويتابع روتمان ان "سيسيليا لطالما ائتمنت أسرارها (إلى الكثيرين)، وهكذا كان لدينا مصادر مباشرة. ولكن هذه المشاهد كانت الاصعب على الكتابة". * وقبل عام على الاستحقاق الرئياسي وفي وقت بلغت فيه نسبة الاصوات غير المؤدية لساركوزي الذي تزوج من المغنية كارلا بروني 80%، ينفي روتمان اي نية في اثارة الجدل من خلال الفيلم مذكرا بانه "كتب في حينه، اي بين نهاية الحملات الانتخابية في 2007، وبداية عهد (ساركوزي) في العام 2008، في الفترة التي كان فيها ساركوزي في عز صعوده". * ويؤكد روتمان انه "لا يوجد لدينا اي نية لتشويه سمعته، فنيكولا ساركوزي رجل مؤثر ويمكن التعلق به وفي الوقت نفسه مثير للغضب وبغيض. شخصيته مليئة بالتناقضات والفيلم لا يغفل طاقته الهائلة، وقدرته على الكفاح وكيف انه رجل وطفل في ان معا".