حالة استنفار قصوى تعيشها مختلف شركات الطيران الدولية وخاصة الغربية منها وكل مطارات العالم بعد أن سكنتها مخاوف متزايدة من احتمالات تعرض رحلات جوية لعمليات تفجير في الجو ضمن عمليات انتحارية لعناصر تنظيم القاعدة. وزادت حمى "خوف المطارات" بعد أن عمدت مختلف وسائل الإعلام الأمريكية منذ أيام إلى الترويج بوجود مخططات إرهابية لضرب رحلات مختلف شركات الطيران العالمية في الجو يكون تنظيم القاعدة بصدد التحضير لها للرد على الاعتداءات الأمريكية ضد المسلمين في العالم. وزادت تصريحات الرعية النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب أمام قاضي التحقيق الفديرالي بمحكمة ميشغان الأمريكية في أول جلسة استماع له منذ توقيفه يوم 25 ديسمبر الماضي من درجة هذه المخاوف بعد أن أكد أن تنظيم القاعدة درب عشرين انتحاريا لتنفيذ عمليات مماثلة لتلك التي اعتزم تنفيذها بمناسبة احتفالات نهاية العام المسيحي على متن الرحلة 253 بين مطاري أمستردام الهولندي وديترويت الأمريكي ولكنه فشل في تحقيق هدفه. وجاء مثل هذا التصريح "التضخيمي" تزامنا مع إجراءات أمنية مشددة اتخذتها الولاياتالمتحدة قبل أن تحذو حذوها دول غربية أخرى على مستوى مطاراتها مخافة تكرار محاولة التفجير الفاشلة للرعية النيجيري الذي تردد انه انضم إلى انتحاريي تنظيم القاعدة عبر فرعه اليمني الصيف الماضي وتلقى تدريبات لإخفاء المتفجرات وتفجير نفسه. وكأن مثل هذه الحلقة لا يمكن أن تكون ذات مصداقية ما لم تضاف إليها حقائق عملية لتأكيد صدقية هذه الحمى سارعت السفارة الأمريكية في العاصمة السودانية إلى نشر خبر في شكل إنذار عاجل بوجود محاولة تفجير لطائرة أوغندية كانت تقوم برحلة بين مطار العاصمة كامبالا ومطار مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان وهو ما جعل طاقمها يعود أدراجه من حيث أتى ليتأكد في النهاية أنها مجرد تحذيرات كاذبة. وكذبت السلطات السودانية مثل هذه التحذيرات واعتبرتها مجرد تهويل أمريكي في زخم الحديث عن مخططات لاستهداف الرحلات الجوية في العالم. وقال مسؤول بالخارجية السودانية أن مصالح الممثلية الدبلوماسية الأمريكية كان عليها أن تبلغ سلطات بلاده بالأمر والتنسيق معها قبل الترويج لخبر لا أساس له من الصحة. وأكدت مصادر أوغندية أنها قامت بعملية تفتيش دقيقة داخل الطائرة وركابها ولم يتم العثور على أي شيئ يؤكد الأخبار التي نشرتها السفارة الأمريكية. وعبر الناطق باسم الجيش الأوغندي المقدم فليكس كولاييغي عن اندهاشه لقيام السفارة الأمريكية بنشر تلك التحذيرات رغم علمها المسبق بأن تلك الأخبار كانت في حوزتنا منذ بداية شهر ديسمبر من العام الماضي. وأكد انه لم يكن هناك أي داع للترويج للإنذار على اعتبار أن أجهزتنا الأمنية ومصالح شرطة الطيران الأوغندية اتخذت منذ مدة الإجراءات الأمنية اللازمة لتفادي تعرض رحلاتها لأي عملية إرهابية وخاصة تلك المتوجه إلى مطار جوبا في جنوب السودان. وشكل إقدام قوة خاصة في شرطة سكوتلانديارد على اعتقال ثلاثة أشخاص لحظات قبل إقلاع طائرة إماراتية باتجاه مطار دبي وعلى متنها 331 راكبا دورا في مشهد التهويل الإعلامي الأمريكي-البريطاني المقصود لتبرير إجراءاتها الأخيرة وكل الحملة الدعائية ضد تنظيم القاعدة وعناصر الإسلام المتطرف. وزعمت الشرطة البريطانية أن الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم ما بين (58 و48 و36 عاما) هددوا بتفجير الطائرة التي كانت ستقلهم إلى مطار مدينة دبي الإماراتية دون أن تفصح عن أسمائهم، بينما أكدت مصادر إعلامية أنهم بريطانيون دون الكشف عن أصولهم وما إذا كانوا من دول المشرق. وتتوالى مثل هذه الأخبار لتزيد من هوس الخوف من الرحلات الجوية وتعطي الذريعة للإدارة الأمريكية لمواصلة خطتها الجديدة في رسم معالم الرؤية الأمريكية لعالم الفترة الاوباماوية.