تصل الوزيرة الفرنسية، كريستين لاغارد، الاثنين، إلى برازيليا، محطتها الأولى في جولة عبر كبرى الدول الناشئة، للدفاع عن ترشحها لإدارة صندوق النقد الدولي، حيث وستجري محادثات ثم عشاء عمل مع نظيرها البرازيلي، غيدو مانتيغا، ثم تلتقي رئيس المصرف المركزي البرازيلي، الكسندر تومبيني. * وقالت لاغارد، أمس الأحد، لإذاعة "أوروبا1" الفرنسية، "اخترت إن أزور مجمل الدول الناشئة"، وأوضحت أنها ستزور بعد البرازيل الصين والهند ودولا في إفريقيا، وربما أيضا الشرق الأوسط. * ولتهدئة الجبهة المعرضة لها، أقرت الوزيرة الفرنسية بأن هذه الدول الناشئة "تعبر اليوم عن قلق وإحباط، إنها تأمل بالاعتراف بمصالحها ووضعها الاقتصادي والتعبير عنهما في إدارة الهيئات الدولية". وأضافت إن هذه الدول "تريد معرفة ما إذا كان لدى المرشحين (لإدارة صندوق النقد) توجه عالمي"، وهو ما ستسعى لاغارد في برازيليا إلى نقبه الى محاوريها وطمأنتهم عبر التأكيد لهم أنها ليست مرشحة فرنسا، ولا حتى أوروبا، بل ستكون مديرة كل الدول، وفق مصدر دبلوماسي. * وتبدو لاغارد، التي تترأس حاليا مجموعتي الثماني والعشرين الماليتين، الأوفر حظا لخلافة دومينيك ستروس كان، الذي اتهم في نيويورك بالاعتداء الجنسي واستقال في 19 ماي من منصبه على رأس صندوق النقد الدولي، خاصة بعد تعزز ترشيح الوزيرة الفرنسية بعد قمة مجموعة الثماني في دوفيل بفرنسا، وبعد يومين فقط من بدء حملتها، باتت تحظى بدعم الأوروبيين الذين تكتلوا حوله، إضافة إلى تأييد ضمني من الولاياتالمتحدة وروسيا. * أما منافساها المعلنان فهما مدير البنك المركزي في المكسيك، اوغوستان كاسترنز، ومدير البنك المركزي في كازاخستان، غريغوري مارتشنكو.. ومن المنتظر أن يصل كاسترنز بدوره، الأربعاء، الى البرازيل، علما برازيليا امتنعت حتى الآن عن إعلان تأييدها له. * وتنتقد كبرى الدول الناشئة، أي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، هيمنة الأوروبيين على منصب مدير صندوق النقد، إذ تواتر الأمر على ذلك بموجب اتفاق ضمني، حيث تعود إدارة صندوق النقد إلى أوروبي منذ العام 1946، فيما تتولى شخصية أميركية إدارة البنك الدولي. * من جهتها، انتقدت الهند بشدة الدول الغنية، أول أمس السبت، وقال رئيس الوزراء الهندي، مانوهان سينج، لوسائل الإعلام إن "أولئك الذين يمارسون السلطة لا يريدون التخلي عنها بسهولة... وأخشى ان يستمر الصراع على تحقيق نظام عالمي أفضل ومتوازن وأكثر إنصافا، بما في ذلك إدارة المؤسسات العالمية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومجلس الأمن، لفترة طويلة". * وأعرب رئيس الوزراء الهندي، الذي عاد بعد رحلة افريقية استمرت ستة أيام، عن أمله في الوصول إلى توافق على أعلى وظيفة في الصندوق، وهو أمر مقبول بشكل عام، وقال إن "الهند تجري اتصالات مع دول مختلفة"، ونقلت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، عن مانوهان قوله ان ثمة رغبة في أوروبا أن يشغل أوروبي هذا المنصب المنشود، لأن نسبة كبيرة جدا من أموال الصندوق موجودة في القارة التي تتعامل مع توترات منطقة اليورو. * كما ستطالب البرازيل، على غرار بقية البلدان الناشئة، بمزيد من الثقل داخل المنظمة المالية الدولية تمهيدا ليكون المدير المقبل للصندوق منحدرا من تلك الدول. * والواقع أن الدول الناشئة فوجئت باستقالة ستروس كان قبل عام ونيف من انتهاء ولايته، ولم تتمكن من التوافق على مرشح واحد يمكنه أن ينافس لاغارد.