سادت موجة من الغضب، أمس، لدى كل الجماهير الجزائرية، بعد الهزيمة المذلة التي تلقاها المنتخب الوطني أمام نظيره المغربي، في المرحلة الرابعة من تصفيات أمم افريقيا، والتي قتلت كل حظوظ الخضر في التأهل إلى أمم إفريقيا القادمة، وهو الذي كان يراهن على التتويج بهذا اللقب بعد المونديال. * وطالبت الجماهير الغاضبة، أمس، بضرورة رحيل جميع المتسببين في فضيحة مراكش، التي تعد واحدة من أسوأ النتائج التي سجلتها كرة القدم الجزائرية عبر التاريخ. وذهب بعض الجماهير إلى حد المطالبة بمحاسبة كل من كان سببا في ما حدث للمنتخب الوطني، لأن الهزيمة الثقيلة جاءت لتمضي شهادة وفاة المنتخب الذي مثل العرب والقارة السمراء في جنوب إفريقيا، بسبب السياسة العرجاء التي انتهجها المدرب عبد الحق بن شيخة، الذي فضل الرضوخ لرغبة بعض "المعاليم"، الذين لا يمكن المساس بهم مهما كانت وضعيتهم. لم يكن أكثر المتشائمين قبل انطلاق مباراة، أمس، يتوقع ما حدث للمنتخب الوطني، الذي كان ظلا لنفسه مما جعل المنتخب المنافس يصول ويجول فوق أرضية الميدان، وكان يمكن أن تكون النتيجة أثقل لولا سوء الحظ الذي لازم مهاجمي المنتخب المغربي. ويتحمل المدرب بن شيخة كل المسؤولية فيما حدث أمس، خاصة وأن كل الظروف كانت جاهزة من اجل تحقيق نتيجة ايجابية، بعد عودة كل اللاعبين المصابين، غير أن فلسفة بن شيخة أسقطت كل شيء في الماء، فبعد كارثة إفريقيا الوسطى التي بررها بالظروف المناخية وضيق الوقت، جاءت كارثة الأمس لتكشف حقيقة هذا المدرب، الذي حاول صنع اسم لنفسه ب"الاسترجال" مع وسائل الإعلام والمناصرين الأبرياء، الذي حرمهم حتى من رؤية اللاعبين خلال تربص إسبانيا.
خيارات ضعيفة وتغيرات كارثية بن شيخة الذي عاث فسادا في تشكيل المنتخب الوطني، وبالضبط في القائمة الأساسية، ولم يكتف بذلك، حيث أقدم على إجراء تغيرات غير مفهومة مع بداية المرحلة الثانية، ففي الوقت الذي كان فيه البعض ينتظر إخراج عنتر يحيى وتدعيم الدفاع، أقدم مدرب الخضر على إدخال لاعبين في الجناح الأيمن، في الوقت الذي كان فيه بحاجة إلى قلب هجوم حقيقي. وفي الوقت الذي كان فيه المنتخب المغربي يصول ويجول فوق ارضية الميدان، كان بن شيخة يتفرج، ويعدّ الأهداف دون ان يحرك ساكنا، من أجل تدارك الموقف، خاصة وأن كل المؤشرات كانت توحي بنهاية كارثية.
4 شارع عنتر.. والحمد لله ربي ستر وكانت الكارثة الكبرى، أمس، في دفاع المنتخب الوطني، فباستثناء بوقرة ومصباح في بعض الأحيان، كان عنتر يحيى أسوأ لاعب في المباراة، حيث فشل في كل التدخلات أمام مهاجمي المغرب، والأكثر من هذا، فقد تسبب في هدفين للمنتخب المغربي، في الوقت الذي كان فيه مهدي مصباح يسبح فوق المستطيل الأخضر، ومسح به المهاجم سعيدي الأرض اكثر من مرة.
وبالإضافة إلى عنتر يحيى الذي كان شبحا يمشي فوق أرضية الميدان، وتهميش بن شيخة لبوزيد الذي تألق هذا الموسم بشكل كبير مع ناديه هارتس، فضل بن شيخة الاعتماد على رفيق جبور، الذي يعد واحدا من أسوأ المهاجمين الذين لعبوا للمنتخب الوطني، حيث يعد المهاجم الوحيد في العالم الذي لا يسجل الأهداف، ولا يشكل أي خطورة على مرمى المنافس.
لاعبو الملايير لا يجلبون إلا العار ولم يكن بن شيخة وحده خارج الإطار، أمس، حيث تأكد مرة أخرى أن بعض اللاعبين لا مكان لهم في صفوف المنتخب الوطني، على غرار مهدي لحسن الذي صاحب قدومه هالة إعلامية كبيرة، لكنه لم يقدم أي شيء منذ التحاقه بالمنتخب، ومن باب الصدفة، فإن بدايته مع المنتخب الوطني كانت بهزيمة مذلة امام المنتخب الصربي في ملعب 5 جويلية، فيما أكد حسان يبدة أنه لا يبحث من خلال لعبه للمنتخب الوطني سوى عن لقب لاعب دولي، لأنه يخشى كثيرا على قدميه ولا يقدم ربع ما يقدمه مع ناديه نابوليو لأن الإيطاليين لا يعملون بالعاطفة، مثلما يفعل بن شيخة الذي حقق ما كان يصبوا اليه، وصنع اسما على حساب المنتخب الوطني.