اعتبر الروائي الجزائري، واسيني الأعرج، السبت، في لقاء أدبي استضافته فيه الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، بدار عبد اللطيف، أن اليهود جزء مهم في تكوين هوية الجزائريين، واتهم الدولة الجزائرية ليس فقط بالفشل في تسيير تنوعها وإرثها الثقافي، بل أيضا بإخفاء أجزاء تاريخية مهمة منه، كما قال بأنه يستهدف هز التاريخ من خلال عمله الروائي. * وأعاب واسيني الأعرج على الهوية الجزائرية انغلاقها على مكوناتها الإسلامية العربية الأمازيغية، بشكل أدى إلى تغييب أجزاء أخرى منها وصفها بذات الأهمية والتواجد التاريخي الذي يمكن إنكاره حسب قوله، وذهب أكثر من ذلك إلى القول بأن "هوية الجزائريين منزوع منها كثير من مكوناتها". مشيرا إلى الجزائر مازالت تمارس تجاهلا مجحفا بحق بعض مراحلها التاريخية. * وصنف الروائي التراثين الثقافيين اليهودي والإسباني بالجزائر على مر السنين في خانة الإرث الوطني المهم والزاخر بالتنوع، غير أنه تأسف على فشل الدولة في تسيير تنوعها الثقافي والعناية به، وساق حي القصبة العتيق كمثال وعنوان كبير لفشل البلد في تسيير إرثه، واستفاض في ضرب الأمثلة المشابهة المدللة على ذلك بالرجوع إلى قصة توقف برنامجه الثقافي "أهل الكتاب" الذي كان يبثه التلفزيون الجزائري، حيث أن البرنامج وفقه أصبح غير مرغوب فيه يوم خصص حلقة للكاتب الاسباني "سرفانتس"، وبث فيها تقريرا تناول وضعية مكان متواجد بالقرب من مقام الشهيد كان يحتضن تمثالا له، وكيف أن المكان أهمل وتحول إلى مزبلة. * وكشف صاحب كتاب الأمير، بخصوص الكتابة الروائية التاريخية، أنه يستهدف من خلالها هز التاريخ، متحريا تناوله والتعاطي معه بنظرة نقدية، "فما يقال في صفحات التاريخ، ليس بالضرورة هو الحقيقة"، لكنه نفى أن يكون عمله إعادة إنتاج للتاريخ، رغم ذكره بعد قليل من ذلك بأن إجابته،على مهاجمة حفيدة الأمير عبد القادر لطريقة كتابته عنه ونفيها أن يكون جدها هو ذلك، كانت بأنه كتب عن أميره الخاص، وليس عن أميرها هي. * وذكر واسيني سوزان مبارك زوجة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بخير، في معرض حديثه عن مصاعب النشر التي واجهت روايته "سيدة المقام"، مشيدا بدورها في دعم حركة النشر بمصر وتبنيها سياسة إيصال الكتاب للجمهور من خلال رعاية سلسلة "كتاب الأسرة"، التي كانت روايته تلك إحدى الروايات المنشورة في إطارها، قبل أن يعلق بدعابة: "أقول هذا رغم علمي بأن كثيرا منكم صار يكرهها بعد الثورة المصرية".