استقبل وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، الاثنين، جون فرنسوا كوبي، الأمين العام للاتحاد من أجل حركة شعبية، الحزب الحاكم في فرنسا.، الذي يقوم بزيارة للجزائر بدعوة من وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رشيد حراوبية. * وسيعقد كوبي نهار اليوم ندوة بالمدرسة العليا للعلوم السياسية بالجزائر العاصمة تتناول موضوع قيم الجمهورية والعولمة، وستكون متبوعة بنقاش، وأخرى للصحافة بالمركز الثقافي الفرنسي. * كما سيلتقي كوبي بمسؤولين في الدولة، وأعضاء المجتمع المدني، وكذلك ممثلي الجالية الفرنسية في الجزائر من أجل أخذ نظرة عن رؤية الجزائريين للعلاقات الجزائرية الفرنسية والقضايا الثنائية، وخاصة التاريخية منها، التي تشكل عائقا أمام تحرير العلاقات، جراء رفض فرنسا الاعتراف بجرائمها الاستعمارية، بدعوى أنه من الأفضل النظر إلى المستقبل، بينما تواصل باريس، وحزب الحركة من أجل حركة شعبية الحاكم تحديدا، تأجيج "حرب الذاكرة"، واستغلالها من طرف واحد، في حسابات سياسية ضيقة، كان آخر مظاهرها سن قانون 23 فيفري 2005 الممجد للاستعمار، وإقامة أنصاب لقدماء المحاربين من أجل فرنسا، وإنشاء جائزة "دولة" لكل عمل أكاديمي يبرز محاسن الاستعمار. * ومن دون شك، فان زيارة كوبي إلى الجزائر ستفتح ملف الرئاسيات الفرنسية المقبلة، بحثا عن الدعم السياسي لترشح ساركوزي مرة ثانية، حيث تعتبر الجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا، والأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية للعلاقات الفرنسية الجزائرية من أهم العوامل الخارجية المؤثرة في العملية الانتخابية في فرنسا، فضلا عن موقف الجزائر من مشروع الإتحاد من أجل المتوسط، وما تواتر زيارات المسؤولين الفرنسيين المرشحين لرئاسيات 2012 إلى الجزائر إلا دليل على هذه المعادلة السياسية. * وباستثناء التحسن في العلاقات الاقتصادية، التي برزت في المدة الأخيرة من خلال تحرك مبعوث الرئيس الفرنسي، الوزير الأول السابق، جون بيار رفاران، المكلف بإعادة بعث العلاقات الاقتصادية الفرنسية الجزائرية، فان رؤية البلدين إلى القضايا الإقليمية والدولية أيضا تعرف تباينا كبيرا، بل أخذت بعدا تصادميا بعد مجيء ساركوزي، مثل مسألة التدخل العسكري الدولي في ليبيا وانحرافات تطبيقاته، التدخل العسكري الأجنبي في منطقة الساحل بدعوى محاربة الإرهاب، موقع إسرائيل من الإتحاد المتوسطي، دعم باريس للطرح المغربي في قضية الصحراء الغربية، إلى جانب اعتماد سياسية متشددة، إن لم نقل مناهضة، للمهاجرين الجزائريين في فرنسا، والتي تحولت إلى ديدن كل سياسي يناور للوصول إلى قصر الاليزيه.