يقوم جون فرانسوا كوبي بالأمين العام للإتحاد من أجل حركة شعبية، في فرنسا بزيارة للجزائر بدعوة من وزير التعليم العالي و البحث العلمي رشيد حراوبية. و تأتي زيارة المسؤول الفرنسي في ظرف تريد من خلالها باريس إعادة دفئ العلاقات بين البلدين، و موازاة مع ذلك يزور وزير الشؤون الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني اليوم، الجزائر بدعوة من نظيره الجزائري مراد مدلسي. و تأتي زيارات المسؤولين الأوروبيين بعد فترة ، من الترقب، سببه موقف الجزائر مما يدور في ليبيا، بسبب اتخاذ الجزائر موقفا ، لم تدعم فيه الثوار كما لم تدعم فيه القذافي، حيث تسبب هذا الموقف في غموض، توجست منه الدول الأوروبية، التي اتهم بعضها، الجزائر بالموالاة لنظام القذافي وذهبت التخمينات على حد اتهمت فيه الجزائر بإرسال مرتزقة للقتال إلى جانب قوات العقيد الليبي. و أمام حرص الجزائر على موقفها من إن الحل العسكري الذي باشره الناتو في ليبيا، لا يمكنه حل الأزمة الليبية، بل يزيد من تعفين الوضع، اتضح مع مرور الوقت أن الجزائر كانت محقة في موقفها، الأمر الذي عبد الطريق لمسؤولين أوروبيين لزيارة الجزائر للأخذ برأيها حول الوصفة التي تمكن من الخروج من المستنقع الليبي، خاصة بعد تورط دول كفرنسا بتصريحات نارية ومشاركة عسكرية، أجهضت حق الشعب الليبي في العيش بسلام. و بغض النظر عن التباحث بشأن الملف الليبي، ستوقع الجزائر و روما اتفاقا حول تحويل المديونية إلى مشروع تنموي بقيمة 10 ملايين أورو. بينما صرح الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية الإيطالية موريسيو مساري خلال ندوته الصحفية الأسبوعية أن الوضعية المالية للجزائر "مستقرة جدا" مشيرا إلى أن الاتفاق حول تحويل المديونية الذي سيبرم بين الجانبين يعد "لفتة ذات دلالة" تقوم بها إيطاليا التي تساهم في تعزيز الصداقة و التضامن إزاء الجزائر.و لدى تطرقه للإصلاحات السياسية الجارية في الجزائر أكد السيد مساري أن إيطاليا تتابعها "باهتمام كبير" و تشجع جهود الجزائر في هذا المجال مشيرا إلى أن الجزائر بلد "مستقر سياسيا" في منطقة المغرب العربي و "شريك رئيسي" لروما. كما سجل أن الجزائر تعد أول ممون للغاز في اتجاه إيطاليا بتغطيتها لأكثر من 37 بالمائة من حاجيات هذا البلد من الغاز. كما تعد إيطاليا أول زبون للجزائر في أوروبا ب39ر6 مليار دولار و ثاني ممون لها. أما فيما يتعلق بالجانب الفرنسي، فقد استقبل وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أمس، بالجزائر العاصمة الأمين العام للاتحاد من اجل حركة شعبية جون فرنسوا كوبي. وينتمي الأخير إلى حزب ساركوزي الرئيس، ويبدي الحزب مواقفا معادية للجزائر عموما خاصة ما تعلق بملف الذاكرة وتجريم الاستعمار، بينما أكدت حركة النهضة، في بيان لها أمس، أنه "في الوقت الذي يحيي الشعب الجزائري بذكرى التاسع والأربعين لعيد الاستقلال نتفا جئ بزيارة غير مرحب بها للجزائر من طرف الأمين للحزب الحاكم بفرنسا الاتحاد من اجل الحركة الشعبية. دون أن يكون اعتبار لذكرى الاستقلال الوطني بتصريحاته التي أطلقها بان توبة فرنسا عن جرائمها غير ممكنة و مساواته بين سفاحي فرنسا وشهداء الجزائر. دون وجود إشارة لاعتذرا رسمي للتصريحات الإعلامية التي أطلقها الساسة الفرنسيين ضد الجزائر خصوصا مع تولي حزب ساركوزي الحكم بفرنسا ".