رئيس حزب ساركوزي يريد طمأنة الجزائريين بشأن الإجراءات الجديدة ضد المهاجرين تأخذ الزيارة التي يقوم بها الأمين العام لحزب الرئيس نيكولا ساركوزي، جون فرانسوا كوبي، اليوم إلى الجزائر، طابعا خاصا، كونها تأتي في وقت تعرف فيه السياسة الفرنسية توجها نحو اليمين المتطرف، بعدما تبنى حزب الرئيس الفرنسي أفكارا عدائية ضد المهاجرين، ويرى المتتبعون، أن زيارة رئيس حزب ساركوزي واحد المقربين منها، بمصابة محاولة لطمأنة الجزائر بشأن السياسة الفرنسية تجاه الجالية الجزائرية المقيمة هناك، وفي نفس الوقت محاولة استقطاب أصوات الجالية لدعم الرئيس الحالي في سباق الظفر بعهدة ثانية في قصر الاليزيه. يصل اليوم إلى الجزائر، الأمين العام للاتحاد من أجل أغلبية شعبية جون فرانسوا كوبي، بدعوة من مدير المدرسة الوطنية للعلوم السياسية، حيث سيلتقي عدة مسؤولين في الدولة وينشط محاضرة حول موضوع "فرنسا ومقومات الجمهورية في مواجهة العولمة" كما سيعقد ندوة صحفية يتطرق خلالها إلى التدابير التي أقرتها الحكومة الفرنسية مؤخرا والتي تستهدف المهاجرين، وبالأخص الجالية المغاربية المقيمة هناك، والتي جاءت بعد الجدل الذي اثر في وقت سابق حول الحوار الذي نظمه حزب الرئيس الفرنسي حول موضوع اللائكية، والتي كانت أولى مقدمات التوجه الجديد للرئيس الفرنسي نحو مزيد من التشدد نحو المهاجرين العرب والمسلمين. وسيسعي رئيس حزب ساركوزي، خلال زيارته إلى الجزائر، لتمرير عدة رسالات، خلال لقاءاته مع المسؤولين الجزائريين، بخصوص السياسة الفرنسية للهجرة، والتي أثارت ردود فعل سلبية، داخل فرنسا وخارجها، كونها أخذت طابعا عدائيا، وقال العديد من المحللين، أن توجهات الرئيس الفرنسي، حملت بصمات اليمين المتطرف، في محاولة لاستمالة أصوات المتطرفين خلال الرئاسيات الفرنسية المقررة العام المقبل. كما سيسعى كوبي، إلى الرد على الاتهامات الموجهة لحزبه بخصوص السياسة العدائية ضد المهاجرين، في محاولة لاستمالة أصوات أفراد الجالية، خاصة وان العديد منهم كانوا قد صوتوا لصالح الرئيس الفرنسي، وأشارت استطلاعات للرأي أن العديد من أفراد الجالية المهاجرة مستعدون للتصويت على مرشح ينافس الرئيس الفرنسي للظفر بمقعد الاليزيه. وكان جون فرانسوا قد أعلن قبل أيام اعتزام حزبه تنظيم نقاش وطني حول الهجرة وذلك بعدما اقترح قبل سنة النقاش حول الهوية وتبعه الشهر الماضي النقاش حول العلمانية والإسلام، وقال كوبي مبررا مسعاه "بضرورة فتح النقاش حول الهجرة الشرعية وغير الشرعية وكذا الهجرة الاقتصادية والهجرة الاجتماعية " وأضاف كوبي قائلا عن موضوع الهجرة "أنها ملفات موضوعية تستحق النقاش" وتأتي هذه الزيارة في وقت قدم فيه حزب ساركوزي، 23 اقتراحا ستدرج ضمن القضايا التي سيتم التركيز عليها خلال حملة ساركوزي للرئاسيات المقبلة، وتصب كلها في خانة التضييق على المهاجرين بحيث يقترح الحزب تشديد التدابير القانونية على الأجانب بفرنسا. من خلال ربط الاستفادة من الخدمات الاجتماعية بمدى التزام المهاجرين ب''عقد الاستقبال ''، ومن ذلك الالتزام من طرف المهاجر ب''تعلم اللغة الفرنسية'' رفع مدة احتجاز المهاجرين غير الشرعيين من 45 يوما إلى شهرين، ورفع أماكن الاحتجاز الإداري بنسبة 25 بالمائة. كما اقترح الحزب أن تقوم الممثليات الدبلوماسية والقنصلية الفرنسية بالخارج باشتراط على طالبي التأشيرة الأجانب ضرورة ''دفع وديعة مالية'' تحت مسمى ''العودة'' للحصول على ''الفيزا'' قصيرة ومتوسطة المدة، يتم استرجاعه لدى عودة المسافر من فرنسا إلى بلده الأصلي بعد انقضاء مدة التأشيرة، وهو إجراء جديد وإن كان يراد من ورائه التقليص من ظاهرة ''الحرافة''، غير أنه يحمل في طياته اتهاما صريحا بأن كل طالبي ''التأشيرة'' لديهم نزعة للهروب والاستقرار في فرنسا، وهو أمر يكشف عن ''عنصرية وحقد دفين'' ضد المهاجرين. أنيس نواري