أجرى رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم أمس بقصر الحكومة محادثات مع الوزير الأول للجمهورية الفرنسية السيد فرانسوا فيون. وتوسعت بعد ذلك المحادثات لتشمل وفدي البلدين. وكان الوفد الفرنسي متكون من وزيرة الإقتصاد والصناعة والتشغيل السيدة كريستين لاغارد ووزير الدفاع السيد أرفي موران ووزيرة التعليم العالي والبحث والعلمي السيدة فاليري بيكراس وكاتب دولة المكلف بالشؤون الداخلية والجماعات الإقليمية السيد ألان مارليكس وكاتب دولة المكلف بالتعاون والفرنكوفونية السيد ألان جوايوندي وكاتب دولة المكلف بتهيئة الإقليم السيد هيبار فالكو. أما الوفد الجزائري فكان ممثلا بكل من وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي ووزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل ووزير التجارة السيد الهاشمي جعبوب ووزير المالية السيد كريم جودي ووزير الصناعة وترقية الإستثمارات السيد عبد الحميد طمار ووزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد رشيد حراوبية والوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني السيد عبد المالك قنايزية والوزير المنتدب المكلف بالجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية. ... ويقيم مأدبة غداء على شرفهأقام رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم أمس السبت بإقامة الميثاق (الجزائر العاصمة) مأدبة غداء على شرف الوزير الأول الفرنسي السيد فرنسوا فيون الذي يقوم بزيارة للجزائر. وحضر هذه المأدبة أعضاء من الحكومة إضافة إلى أعضاء الوفد المرافق للوزير الأول الفرنسي. فيلون يتحدث عن تشجيع الإستثمار في الجزائرإستعداد لفتح المباحثات حول الضمان الاجتماعيأبرز فرانسوا فيلون الوزير الأول الفرنسي أهمية العلاقات مع الجزائر. وهي علاقات تعرف التطور والتعزيز زادتها قوة ومتانة الإرادة السياسية للرئيسين عبد العزيز بوتفليقة ونيكولا ساركوزي.وأكد فيلون الذي يعد أول وزير أول فرنسي يزور الجزائر منذ 22 عاما، أن زيارة ساركوزي في سبتمبر الماضي قد أعطت حركية وانتعاشا للروابط الثنائية. وزادتها حرارة زيارات الوفود الوزارية بين البلدين في أكثر من قطاع ومجال.وكرر الوزير الأول الفرنسي ما صرح به للصحافة بمطار الجزائر غداة إستقباله من طرف عبد العزير بلخادم رئيس الحكومة ،بان هناك حرص شديد على إعطاء التمايز للعلاقات الثنائية وكسب الشراكة بين البلدين صفة الإستثناء على الدوام.وقال ضيف الجزائر في جلسة عمل موسعة قبل إمضاء اتفاقات التعاون الثلاثة بقصر الحكومة، أن العلاقات الجزائرية الفرنسية تعيش منعرجا حاسما. وهي تتطور بصفة ملحوظة بعد أن قررا الرئيسان بوتفليقة وساركوزي إزالة عنها حالة التعقيد بالتشاور والتباحث المكثف حول المسائل الكثيرة. وذكر فيلون مثلا بمسائل الذاكرة والتاريخ وتجري بشأنها المشورة لتذليل الخلاف وسوء الفهم. وقال أن مجموعة عمل نصبت لتسهيل وصول الباحثين الجزائريين إلى الأرشيف. وأن قانون فرنسي سيصدر في هذا الشأن في أقرب أجل.وعن وضعية الجالية الجزائريةبفرنسا أكد المتحدث أن كل السلطات من أعلى قمة الهرم السياسي إلى أسفله تحرص على أن تكون هذه الشريحة ممثلة في الهيئات الدينية الإسلامية بفرنسا.وتقرر أن يمثل مسجد باريس في هذه الهيئات.وتوقف عند الإتفاق النووي وأهميته وإبعاده. وقال انه أول إتفاق توقعه فرنسا مع دولة في المنطقة ترجمة للشراكة المتميزة.وذكر أن باريس تنظر في كيفية تجسيد التعاون النووي مع الجزائر بإنشاء معهد الهندسة النووية. ويكسب الإتفاق قيمة وإعتبارا إلى جانب التعاون في المجال العسكري الأول من نوعه أيضا بين الجزائروفرنسا. وتهتم الاتفاق بتعزيز التعاون الصناعي العسكري.ورأى الوزير الأول الفرنسي في الاتفاق الدفاعي مجالا لإقامة شراكة في القطاع يتم عبرها تحويل التكنولوجيا إلى الجزائر وخلق مناصب شغل وتكوين الموارد البشرية. وهي مجالات مدرجة أيضا في التعاون التقني الثنائي وتوسيع الشراكة بين المؤسسات الجزائرية والفرنسية. وهي شراكة تقررت في ختام زيارة الرئيس ساركوزي إلى الجزائر.وتتولى تجسيدها ومرافقتها الوكالة الفرنسية للتنمية.كما ترافقها آليات اعتمدت من قبل منها المدرسة الجزائرية العليا للأعمال في انتظار تأسيس معهد عالي للتكنولوجيا من قبل فرنسا. ويتمسك به فيليون يشدة.وتحدث الوزير الأول الفرنسي عن صور أخرى للشراكة المرتسمة المعالم. ولا سيما التي تشمل التعليم العالي والبحث العلمي. وقال أن فرنسا ترافق الجزائر في هذا الاتجاه وتمنح الفرص والتسهيلات للطلبة الجزائريين لمواصلة أطوار التعليم العالي. ويكشف النقاب عن هذا الجهد وجود 22 ألف جزائري بالجامعات الفرنسية ومراكز التكوين.عن ملف تنقل الأشخاص ذكر فليون أن باريس تعمل جاهدة على منح التسهيلات اللازمة الممكنة. وهي تدرس بلا توقف كل الإمكانيات المسهلة لتنقل الجزائريين تترجمها حالة تزايد عدد الذين تمنح لهم التأشيرة إلى 126 ألف جزائري عام 2006 بدل 50 ألف تأشيرة عام .1995 عن إتفاق 1968 أكد فيلون أن فرنسا مستعدة لفتح الحوار مع الجزائر في سبيل التوصل إلى نتيجة تعطي لهذه المسالة التي تجاوزها الظرف ولم تعد تلبي حاجيات الظرف، صفة الآنية المفيدة.وراح الوزير الأول التي ذكر بتشجيع المؤسسات الفرنسية على الاستثمار في الجزائر وكسر حالة التردد والخوف المبالغ فيه ،يتحدث عن اتفاقات شراكة في غاية الأهمية ومشاريع إستراتيجية منها ما قامت به الشركة الفرنسية فارج من عملية شراء معمل اسمنت المتيجة بقيمة استثمارية 50 مليون اورو، وشنا يدر إلكتريك ، وسانت غوبان ، وطوطال، وغيرها من المؤسسات الفرنسية التي حققت الرواج بالجزائر.وقال فيلون أن 50 اتفاقية شراكة في طور التجسيد لا سيما بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.ولم يترك فرانسوا فيلون الفرصة تمر دون الحديث عن مشروع الاتحاد من اجل المتوسط الذي يراه أقوى الخيارات وأكبرها قيمة لتسوية تعقيدات المنطقة والعمل معا اليد في اليد لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.