شرع المخزن المغربي في حملته مرة أخرى ضد كتاب "المخابرات المغربية وحروبها السرية على الجزائر" الذي نشرته "الشروق اليومي" وألفه الكاتب الصحفي أنور مالك، ظهر ذلك جليّا في يومية "الصباح" وبالبنط العريض على صفحتها الأولى بعددها الصادر يوم الخميس 14 جويلية الجاري، حيث كتبت تقريرا يبدو من الوهلة الأولى أنه تمّ تحريره في دوائر الظل المعروفة،وقد روج فيه لمغالطات وأكاذيب كالعادة، حيث راح محرروه يتطاولون على الجزائر ومؤسساتها الرسمية وأيضا على جريدة الشروق والكاتب أنور مالك بسبب ما سموه "حربا استخباراتية جديدة على المغرب". * بل اعتبرت الجريدة المحسوبة على القصر الملكي والمشهورة بتوجهاتها المخزنية، أن نشر الكتاب في هذا الوقت هو مؤامرة على المشاريع التي أعلنها الملك محمد السادس لمواجهة حركة 20 فبراير المطالبة بالتغيير الجذري للنظام القائم في المغرب، وهذا عن طريق "شنّ حملات إعلامية على المغرب ومؤسساته بالخارج بهدف التشويش على المسار الديمقراطي الذي انخرط فيه" كما ورد في الصحيفة. الملفت للإنتباه في التقرير الإستخباراتي، أن الصحيفة جزمت من دون العودة إلى أي مصدر، قائلة: "كما رفعت المعارضة الجزائرية بأوربا دعوى قضائية أمام القضاء الفرنسي للمطالبة بحجز الكتاب ومنعه من التداول، لأنه يتضمن عددا من المغالطات والأوهام، فضلا عن التشهير والكذب". وأسرّت بعض المصادر ل "الشروق اليومي" أن الأشخاص الذين يسمّون أنفسهم ب "المعارضة في الخارج" وبينهم من إجتمعوا تحت اسم "رشاد" وآخرون من الضباط الفارين الذين تورطوا مع الأجهزة الأجنبية في كيل الإتهامات للجزائر ومؤسستها العسكرية خلال فترة التسعينات الدموية، قد إنزعجوا كثيرا جدا من كتاب أنور مالك، الذي فضح في فصوله هؤلاء وبين كيف تمّ تجنيدهم من قبل الإستخبارات المغربية، وفي الوقت نفسه كشف عن مخططات أخرى لصناعة أصوات جديدة تكيل التهم الجزافية للجزائر في إطار أطروحة "من يقتل من؟" ، أو عبر آخرين يتحركون في أطر تستهدف الوحدة الترابية للبلاد ومصالحها العليا. المصادر نفسها، أكدت أن المخابرات المغربية شرعت منذ أن أعلنت "الشروق" عن صدور الكتاب، في إتصالات مستمرة توجت بلقاءات في جنيف ولندن وباريس، مع هؤلاء "المعارضين" من جماعة "رشاد" وغيرهم، لأجل التنسيق معهم ودفعهم إلى مقاضاة الكاتب الصحفي أنور مالك في أوروبا، وهذا حتى يمنع توزيع الكتاب في الغرب لأنه تطاول عليهم وعرّاهم وكشف مخططاتهم الخبيثة ضد وطنهم وبالتحالف مع أجهزة معادية. هذه التحركات جاءت بعدما أخفقت ما تسمى "جمعية الصحراء المغربية" في مقاضاة أنور مالك بفرنسا، وهو الذي أعلنت عنه هذه الجمعية في بيان ناقلته وسائل الإعلام المغربية، وذلك غداة نشر "الشروق" للتحقيقات الشهيرة عن الداخلة الصحراوية المحتلة والتي زلزلت المخزن المغربي حينها، لما تمكّن الصحفي أنور مالك من دخول هذه المناطق الصحراوية المعتم عليها، كأول جزائري وصحفي لم ينجح المخزن في شراء ذمته أو توجيهه نحو ما يخدم أجندته في المنطقة. بسبب ذلك قام جهاز المخابرات وبقيادة ياسين المنصوري الذي تمكنت "الشروق" من الوصول إليه وتمّ فضح ما يفكر فيه من مخططات بائسة ضد الجزائر وجبهة البوليساريو، بإعلان حربه القذرة على الشروق والكاتب والجزائر عبر صحفه ووسائل إعلامه وأجهزته المختلفة، وصلت حد فبركة تسجيلات صوتية وصور مركبة من أجل التأثير على الصحفي أنور مالك وإبتزازه. وفي إتصال هاتفي مع "الشروق"، اشار مؤلف كتاب "المخابرات المغربية وحروبها السرية على الجزائر" إلى أنه لم يتلق إلى حدّ الآن أي شيء رسمي يدلّ على وجود دعوى قضائية ضده أو ضد كتابه في فرنسا، ولا يملك أي معطيات حول ذلك، سوى ما إطلع عليه في الجريدة المغربية. وفي الوقت نفسه إستغرب بشدة من أن يأتي هذا الإعلان عن الدعوى القضائية من الطرف المغربي بدلا من هؤلاء "المعارضين".