"سي أي أي" قررت اغتيال القذافي في 86 والإسرائيليون يفعلون ما يشاؤون في فرنسا الثورات العربية .. انتفاضة جيل الانترنت ضد البؤس والفساد وليس بحلم أصولي رافع وزير الخارجية الفرنسية الأسبق، السياسي، والحقوقي، رولان دوما، لصالح مطالبة الشعب الجزائريفرنسا بالاعتذار عن فترة الاستعمار، والتي عرفت ارتكاب جرائم بشعة في حق الجزائريين مصنفة ضمن جرائم ضد الإنسانية، مع تأكيده أيضا على حق الجزائريين في استرجاع الأرشيف الجزائري، والذي يمثل جزء مقتطعا من الذاكرة الوطنية ومهربة الى متاحف وأرشيفات فرنسا * ويأتي تأكيد رولان دوما موقفه الواضح الصريح من مسألة حرب الذاكرة بين الجزائر وباريس، في كتاب جديد له صدر مؤخرا تحت عنوان" لكمات وجروح..50 سنة من الأسرار تقاسمتها مع فرانسوا ميتران"، وليس مجرد تصريح إعلامي، ليرد وبشكل نباشر على دعوة نظيره الحالي في الخارجية الفرنسية، آلان جوبي، وقبله الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الى ضرورة طي الصفحة والنظر الى المستقبل، بدعوى أنه لا يمكن لجيل اليوم أن يتحمل مسؤولية الأجداد، وهو كلام مناقض للأعراف الدبلوماسية والسياسية، رغم أن باريس، وساركوزي تحديدا، هي التي نبشت في الذاكرة وسنت قانونا يمجد الاستعمار الفرنسي في 23 فيفري 2005، وفيما أقرت معاقبة كل شخص يسود الماضي الاستعماري راحت تؤسس لثقافة النصب، واعتماد جوائز خاصة بالأعمال الممجدة للاستعمار. * ويعتبر موقف رولان دوما المعلن موقفا منسجما ومتوافقا مع قناعاته ومواقفه السابقة، الداعمة للجزائر، والتي تعود إلى ثورة التحرير 1954 1962، حيث دافع في الستينات بصفه محاميا معتمدا منذ 1950 عن مواطنه الفرنسي، فرانسيس جينسون، الذي توبع بتهمة تأطير وتنظيم شبكة تمويل جبهة التحرير الوطني أستاء حرب التحرير. * كما لا يختلف موقف الدبلوماسي والسياسي الفرنسي المخضرم، عن مواقفه المعروفة من الحركات التقدمية، ومناهضة الاستعمار، على غرار زميله جاك فرجاس، إذ سبق له وأن رافع لصالح عدة قضايا ذات علاقة بالنضالات الإنسانية، والسياسية، وكان من أبرزها مرافعته في قضية المهدي بن بركة، المعارض المغربي الشهير، والذي اختطف واغتيل في 1965 ولم يعثر على جثته إلى حد الآن، وها هو اليوم يتبنى قضايا مماثلة، مثل تبنيه لدعوى العقيد معمر القذافي ضد "الناتو"، ودفاعه عن لوران غباغبو، الذي يتهم قوى داخلية وأخرى أجنبية، ومنها باريس، باغتصاب سلطته الشرعية. * وفي نفس السياق، اعتبر دوما أن الثورات العربية هي الحدث الأبرز عالميا بعد نهاية الاستعمار وسقوط جدار برلين، وأن انعكاساتها على إسرائيل ستكون كبيرة، إذ يقول "ثورات تونس ومصر وليبيا، حتى لو أنها لم تكتمل بعد، هي أحد أكثر الأحداث أهمية التي عاصرتها منذ انتهاء الاستعمار وسقوط جدار برلين. إننا في بداية تحول عميق يطال حتى الدول الأكثر انغلاقا كاليمن. وإنني موافق على القول أن الأمر يتعلق بانتفاضة جيل الانترنت ضد البؤس والفساد وليس بحلم أصولي"، وفق تقديم وكالة الأنباء الألمانية للكتاب، اليوم الثلاثاء، الى جانب موقع "بوست" الإخباري الفرنسي.. * وانتقد رولان دوما بشدة إقحام الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، فرنسا في القيادة الموحدة لحلف شمال الأطلسي، ويقول إن "ساركوزي ارتكب خطأ كبيرا بالنسبة للموقع التقليدي لبلادنا الذي رسمه ديغول"، مشيرا إلى أن أوروبا ستكون عالقة في المستقبل بين قاعدتين أميركيتين أطلسيتين كبيرتين، أولاهما في بريطانيا، التي يعتبرها القاعدة المتقدمة للحلف ولأميركا، والثانية في تركيا، معتبرا أن الخوف من الأتراك لا يكمن في إسلامهم وإنما في أنهم سيتحولون إلى قاعدة عسكرية أطلسية فتحكم أميركا الطوق على أوروبا. * وكشف رولان دوما، حسب نفس المصدر، عن محاولة واشنطن اغتيال معمر القذافي في الثمانينات، حيث روى جانبا من لقاءاته مع رجال وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في مكتبه بباريس في محاولة لإقناعه بأن لدى العقيد معمر القذافي مختبرات لتخصيب اليورانيوم وتصنيع أسلحة كيميائية. ويقول "لقد استمعت إليهم بتهذيب فائق لكني لم أصدق كلمة مما قالوه". * ويؤكد في هذا السياق أن الأميركيين قرروا فعلا قتل القذافي عبر قصفه بالطائرات في العام 1986، وأن فرنسا رفضت السماح لهم باستخدام مجالها الجوي لذلك، وقد شكر القذافي طويلا فرنسا على هذا الأمر، لأن تأخير وصول القاذفات الأميركية لأكثر من 15 ساعة بسبب الرفض الفرنسي، مكنه من مغادرة المكان الذي قصف. * ولعل أبرز ما ورد في كتابه الجديد، هو اعتباره فرنسا دولة محتلة من قبل إسرائيل، حيث تتصرف في مؤسساتها السيادية كما تشاء، وقال "الإسرائيليون يفعلون ما يشاؤون في فرنسا، ويحركون الاستخبارات الفرنسية " دي أس تي" كيفما يحلو لهم". * ويكشف وزير الخارجية الفرنسي الأسبق كيف أن الملك المغربي الراحل، الحسن الثاني، أكد له موافقته على أن تصبح القدس عاصمة لإسرائيل بشرط أن تمنح الفلسطينيين حقهم في الأماكن المقدسة، محذرا من أن الصراع قد ينتقل يوما ما من صراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى صراع بين الإسلام وإسرائيل. * وبينما دافع على حق إيران في امتلاك مفاعلات نووية للطاقة، لأن مخزونها النفطي قد ينفد في ظرف 60 عاما، شكك رولان دوما في امتلاك سلاحا نوويا، وذلك بناء على زياراته العديدة الى طهران، وتقربه من المسؤولين الإيرانيين، مثل علي أكبر ولايتي وهاشمي رفسنجاني، ويقول جازما "إن القنبلة الذرية الإيرانية هي بنظري كأسلحة الدمار الشامل عند صدام حسين. أي أنني لا أؤمن بكل ذلك. وكل ما حصل هو تضليل"، مشيرا إلى أن وجود إسرائيل يجعل كل تحليل مغاير عرضة للشبهات.