يشارك شباب جزائريون منذ ثلاث سنوات في دورات تكوينية في الولاياتالمتحدة رفقة شباب آخرين من دول العالم العربي والإسلامي وإسرائيل الهدف منها - حسب مكتب الشؤون التربوية والثقافية لوزارة الخارجية الأمريكية - تحضيرهم لنشاطات قيادية في بلدانهم. كمال منصاري وجاء في مذكرة صدرت نهاية الأسبوع، أن دفعة جديدة من الطلبة الجزائريين ستلتحق بالدورات المبرمجة للسنة الدراسية 2006-2007. وذكرت الوزارة أن 675 طالب سيشاركون في دورات الموسم الدراسي، يمثلون كل من أفغانستان، الجزائر، بنغلادش، بروني، مصر، غزة، غانا، الهند، اندونيسيا، العراق، إسرائيل، الأردن، الكويت، لبنان، ماليزيا، المغرب، نيجيريا، عمان، باكستان، الفيليبين، قطر، العربية السعودية، سوريا، تايلاند، تونس، تركيا، الضفة الغربية واليمن. وتدوم هذه الدورات التكوينية، التي تشرف عليها دائرة الشباب لمكتب الشؤون التربوية والثقافية لوزارة الخارجية الأمريكية، ما بين خمسة أسابيع إلى سنة وتنظم في المعاهد والجامعات الأمريكية. ولم تحدد الوزارة الأمريكية عدد الطلبة، حسب الدول، أو تقديم قائمة لهويتهم والمدارس التي ينتمون إليها أو حتى الجهات التي تم التعامل معها لاختيارهم للالتحاق بهذا البرنامج التكويني. وتأتي هذه الدورات التكوينية في إطار مبادرة الشراكة للشرق الأوسط أو ما يطلق عليه اصطلاح مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي شرعت فيه الإدارة الأمريكية مند سنة 2002. وتفسر الوزارة الامريكية ان الغاية من هذه الدورات التكوينية إرساء علاقات اتصال "حيوي بين الطلبة أنفسهم وإقامة تبادل بين المجتمع الأمريكي والدول الشريكة المهتمة في ترقية التفاهم والاحترام المتبادلين بينها وبين الولاياتالمتحدة". ويقيم الطلبة خلال فترة دراستهم لدى عائلات مضيفة ويزاولون تكوينهم في المعاهد ويشاركون في نشاطات من شأنها، كما تقول وزارة كوندوليزا رايس، تمكينهم من التعرف على طبيعة المجتمع الأمريكي ومبادئه واكتساب مهارات قيادية وتعرف كيفية مسك زمام الامور وكذا العمل على مساعدة المواطنين الأمريكيين على فهم المجتمعات التي ينتمون إليها. وتخصص الوزارة كل سنة ميزانية قدرها 60 مليون دولار لتنفيذ هذا البرنامج لفائدة ما تصفهم بالسفراء الشباب. وقد سبق أن اختيرت جامعات ديلاوير وجورج تاون وبيرديو لتكون مراكز تكوينهم خلال الموسم الدراسي، إضافة إلى ذلك يقوم المكلفون بمبادرة الشراكة للشرق الأوسط بدعوة 60 طالبا لاستفادة من دورات تكوينية في فصل الصيف، كما هو الشأن منذ سنتين يلقنون خلالها دروسا نظرية وتطبيقية في مجال القيادة في الوسط الجمعوي والمهني وحول السياسة الأمريكية والمجتمع الأمريكي، إضافة الى دروس في مجال الخدمات الاجتماعية. وقد نظمت الدورات بمعهد ديكنسون بمدينة كارلايل بولاية بينسيلفانيا. وفي المقابل ينتظر من هؤلاء الطلبة والطالبات عند عودتهم الى بلدانهم القيام بتوظيف مهاراتهم القيادية وتطبيق ما تلقوه خلال فترة التكوين. وسيشرف على دورات هذه السنة منظمة "ايوزا" للتبادل الدولي بين الشباب ومقرها سان فرانسيسكو باكاليفورنيا والتي لها نشاط في 60 دولة وهي مؤسسة تصف نفسها انها ليست حكومية، لكنها تشير إلى ان لها علاقة شراكة مع وزارة الخارجية الأمريكية. وتبين نشرات هذه الجمعية التي تأسست سنة 1981 مدى اهتمامها بترويج فكرة ان كل الشباب والطلبة المسلمين الذين شاركوا في برنامجها أصبحت لهم نظرة إيجايبة عن المجتمع الامريكي معتمدة في ذلك، كما تقول، على شهادات البعض منهم. وليست هذه المرة الأولى التي يشارك فيها جزائريون في هذه الدورات، بل شكلوا الطلائع الأولى لهذا البرنامج عند بدايته سنة 2003. وفي سنة 2004 شارك 60 طالبا من الجزائر، إسرائيل، الأردن، لبنان، العراق، مصر، سوريا، قطر، الضفة الغربية، البحرين، عمان، المغرب، تونس والعربية السعودية. ويلاحظ غياب، منذ بداية هذا البرنامج، في كل مرة شباب ليبيا والصحراء الغربية المحتلة من المغرب في حين يشارك شباب من الأراضي الفلسطينية الذي لايزال تحت الاحتلال الإسرائيلي. وكانت الإدارة الأمريكية وعلى رأسها جورج بوش قد شرعت في مبادرة الشراكة للشرق الأوسط التي تضم دول المشرق وشمال إفريقيا في ديسمبر 2002 والهدف منه دعم الإصلاحات في المجالات الاقتصادية والسياسية والتربوية في العالم العربي برمته وتعزيز فرص الانفتاح لجميع شرائح شعوبها لاسيما النساء والأطفال منها. وتوجه هذه المبادرة على وجه الخصوص لفائدة الجمعيات غير الحكومية والقطاع الخاص التي تتلقى كل الدعم، بما فيه المالي من الإدارة الأمريكية. وتسهر السفارات الأمريكية في الدول العربية على ترقية هذه المبادرة التي لقيت الى حد الآن معارضة من قبل الرأي العام العربي، لاسيما بعد العدوان الامريكي على العراق.