توقعت مصادر فلسطينية مطلعة أن يقدِّم محمود عباس، كتاب استقالة من منصبه كرئيس للسلطة الفلسطينية، بسبب عجزه عن إدارة أمور الفلسطينيين، لا سيما مع تصاعد التمرد المسلح في صفوف عناصر فتح، وفي ظل الحصار الدولي المفروض منذ انتخاب حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بشكل ديمقراطي من قبل الشعب، وفشل جهوده في تطويع الحكومة لقبول الشروط الدولية بالاعتراف بالكيان الصهيوني والاتفاقيات الموقعة معه ونبذ المقاومة. القسم الدولي فقد أكدت المصادر، أوردتها وسائل إعلام فلسطينية، أنّ محمود عباس عرض في جولته العربية الأخيرة على زعماء عدد من تلك الدول التنحي عن منصبه، وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية جديدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، إذ لا يملك عباس الكثير من الخيارات لإنهاء الأزمة في الأراضي الفلسطينية، كما أنّ القوانين الفلسطينية لا تعطي رئيس السلطة الفلسطينية صلاحية حل المجلس التشريعي الفلسطيني مطلقا، كما أكدت ذلك اللجنة القانونية بالمجلس وكتلة "التغيير والإصلاح" فيه؛ إلا أنّ تنحي عباس عن منصبه هو أمر لا جدل فيه، وفق المصادر. ولفتت المصادر الانتباه إلى عدم ممانعة الكيان الصهيوني لإطلاق سراح البرغوثي؛ بل أشارت إلى أنها تنتظر اللحظة المناسبة "لنضوج الشارع الفلسطيني من أجل إطلاق سراحه ضمن صفقة شاملة تشمل إطلاق سراح الجندي الأسير في غزة جلعاد شاليط". وتذكّر تلك المصادر بأنّ عباس أعلن استعداده أكثر من مرة لترك السلطة في الآونة الأخيرة، مشير إلى أنّ مطالبته بإطلاق سراح البرغوثي وأحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية، جاءت ضمن هذا السياق، حيث كشفت مصادر فلسطينية عن ان رئيس السلطة الوطنية محمود عباس يعد مروان البرغوثي لخلافته، وأفادت المصادر ان رئيس السلطة الفلسطينية عرض في جولته العربية الأخيرة على زعماء عدد من الدول العربية اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية جديدة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، مؤكدة ان قرر عدم ترشيح نفسه لأية انتخابات رئاسية مقبلة وانه عرض ترشيح عضو المجلس التشريعي الأسير مروان البرغوثي بدلاً منه، مشيرة إلى ان اتصالات جرت مع إسرائيل حول هذا الموضوع. واشنطن صرفت 15 مليون دولار لترتيب أوضاع "فتح" أعلنت مصادر مطلعة في القنصلية الأمريكية بالقدس أنّ الولاياتالمتحدة خصصت ما يقارب خمسة عشر مليون دولار لبند "إصلاح حركة فتح من الداخل"، بعد هزيمتها في الانتخابات التشريعية التي جرت في نهاية جانفي الماضي، مقابل حركة حماس التي فازت بأغلبية ساحقة. وأضافت هذه المصادر، أنّ الولاياتالمتحدة صرفت أيضا 650 ألف دولار على المخيمات الصيفية التي أقامتها حركة فتح هذا العام في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيماتها. وأفادت المصادر، كما نقلت "شبكة فلسطين الإخبارية" في تقرير لها عن هذا الموضوع، أنه بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية في نهاية شهر جانفي من هذا العام؛ قرّرت الولاياتالمتحدة ومعها الاتحاد الأوروبي عزل الحركة التي تتمتع بشعبية كبيرة لدى الشعب الفلسطيني، ومنعها من مواصلة مشوارها باعتبارها حركة لا تتساوق مع الخط الأمريكي واشتراطاته، وعلى رأسها الاعتراف بالكيان الصهيوني. وتعليقا على ذلك؛ قالت النائبة عن حركة فتح بالمجلس التشريعي، نجاة أبو بكر، إنّ واشنطن لا تسعى إلى تقوية حركة فتح، والعمل الذي تقوم به هذه الدولة هو ذبح حماس وفتح، إضافة إلى أنّ الولاياتالمتحدة قامت، برأيها، بتزكية حماس في الانتخابات التشريعية عندما طالبت بعدم انتخاب حماس، فهذه كانت دعاية أمريكية لحماس، على حد تعبيرها. وأضافت أبو بكر "إن صح وجود هذه الأموال فهي تُدفع لغير الشرفاء من فتح، وتُدفع للمنظمات غير الحكومية التي تعمل على تحويل المشروع الوطني إلى مشروع اجتماعي يهدف إلى إطعام الناس، وهذا هو الأخطر في الموضوع؛ أن يتحول مشروعنا الوطني إلى عملية إشباع للجياع فقط"، ذاهبة إلى حد القول إنّ الذين يتلقون الأموال من أبناء فتح من الإدارة الأمريكية "لا يمثلون فتح".