استبعد الثوار الليبيون بشكل مطلق إمكانية نجاح العقيد معمر القذافي في تشكيل كيان مستقل داخل ليبيا في ما يعرف تاريخيا بإقليم "فزان" التي تمثل المنطقة الجنوبية الصحراوية الشاسعة كما أشارت إلى ذلك تقارير إعلامية بريطانية. * وفي هذا الصدد قال القيادي في الثورة الليبية عبد الناصر السعداوي في اتصال هاتفي مع الشروق أمس "إن الثوار يسيطرون على إقليم فزان مناصفة مع كتائب العقيد معمر القذافي" مشيرا إلى أن قبائل التبو (طوارق ليبيا) "في معظمهم يساندون الثورة وأن انتفاضات شعبية قامت في عدة مناطق بإقليم فزان ضد كتائب القذافي في إقليم فزان، وأن عدة لجان محلية موالية للثورة تشكلت في الصحراء الليبية". * وأكد السعداوي أن يوم الجمعة المقبل سيكون آخر أجل سيمنحه الثوار للمدن والمناطق التي لم تنضم بعد إلى الثورة على غرار مناطق في إقليم فزان، مثل مدينة سبها أو في الشمال مثل بني وليد وسرت، مضيفا أنه بعد هذا التاريخ سيقوم الثوار بهجوم شامل على هذه المناطق التي مازالت مترددة في الالتحاق بالثورة. * * 70 بالمئة من سكان بني وليد يرغبون في الانضمام للثورة * وبالنسبة للمفاوضات الجارية مع أعيان بني وليد التي تسكنها قبيلة الورفلة أكبر قبيلة في ليبيا والموالية في معظمها للقذافي أكد السعداوي أن 70 بالمئة من شيوخ وشباب بني وليد وافقوا على الانضمام إلى الثورة، لكنه أقر بأن الكتائب الأمنية وفئة من شباب المدينة والمستفيدين من نظام القذافي يعتبرون الصراع وجودي ويرفضون الاستسلام ويتهمون شيوخ قبيلة الورفلة بالخيانة والعمالة لأنهم يريدون تسليم أرضهم لمن يعتبرونهم مجموعة من المرتزقة. * وفي هذا الصدد أوضح عبد الناصر السعداوي رئيس المجلس المحلي الانتقالي لمدينة صرمان أن مدينة بني وليد الواقعة جنوب شرقي طرابلس محاصرة من أربع جهات، وأن الثوار سيمهلون بني وليد إلى غاية يوم الجمعة، ولكنهم سيردون بقوة على أي هجوم يقوم به أنصار القذافي من هذه المدينة حتى ولو قبل نهاية المهلة الممنوحة لهم. * أما في مدينة سرت مسقط رأس العقيد معمر القذافي فكشف السعداوي عن تمكن مجموعات صغيرة من الثوار من دخولها دون أن يعني ذلك سقوطها بيد الثوار، ملمحا إلى رفض الكتائب المتمركزة بها تسليم المدينة دون إراقة دماء رغم وجود قبائل داخل المدينة ترغب في حقن الدماء والانضمام طوعا إلى الثورة. * وتوقع المتحدث أن تنهار الكتائب الأمنية في سرت من الداخل قبل حلول يوم الجمعة، مشيرا في هذا الصدد إلى تسليم سكان منطقة هراوة القريبة من سرت أسلحتهم للثوار بما فيها دبابات وأسلحة ثقيلة بالإضافة إلى رشاشات وأسلحة خفيفة. * وحول ما إذا كان الثوار مقتنعين بضرورة القيام بمصالحة داخلية مع القبائل والمواطنون الموالين للعقيد القذافي أوضح السعداوي أن المصالحة جارية في المناطق التي دخلها الثوار ولم يتم التحفظ في السجون إلا على بعض الأفراد الذين كانوا يملكون مناصب قيادية داخل النظام، أما الجنود الذين لم تكن لديهم أي مناصب قيادية وتخلوا عن أسلحتهم وأفكارهم المناوئة للثورة فلم تتم ملاحقتهم. * * تشكل جيش جديد لليبيا * وفيما يتعلق بإعادة تشكيل المؤسسات الدستورية بعد سقوط طرابلس قال عبد الناصر السعداوي إن الثوار في طور تشكيل جيش وطني يكون ركيزته الضباط الذين انشقوا مبكرا عن الجيش النظامي وانضموا إلى الثورة بالإضافة إلى الثوار الذين يرغبون في الانخراط في الجيش، خاصة أن معظمهم مدنيون ومن حملة الشهادات. * وأشار المتحدث إلى بداية عودة سرايا الثوار التي دخلت طرابلس إلى مدنها الأصلية على غرار سرية صرمان التي يقوده عبد الحكيم الشريف التي دخلت طرابلس من الغرب رفقة سرايا الزاوية وصبراتة والجبل الغربي، وبعد تحرير طرابلس بالكامل عادت سرية عبد الحكيم الشريف إلى صرمان.