مأساة حقيقية حضرتها "الشروق" أمس بمزرعة "كوست" بالقبة القديمة، غير بعيد عن الثانوية الدولية، حيث تفادت المنطقة كارثة إنسانية جراء رفض تسع عائلات تقيم بالمزرعة منذ 1966 محاولة قوات الأمن تنفيذ حكم قضائي يقضي بطردها، كما لجأ اثنان من أفرادها إلى محاولة انتحار والتهديد بتفجير قارورة غاز البوتان، بعد اقتحام عناصر الأمن للمزرعة من واجهتها الأمامية . سادت مظاهر التوتر بأعالي العاصمة، بعد حضور قوة عمومية مدعمة بعناصر "القبعات الزرق" إلى المزرعة، لتنفيذ قرار الطرد، حيث وجدت صعوبة بعد تحصن سكانها للحيلولة دون طردهم، ردت عليه القوة العمومية بعملية اقتحام للواجهة الأمامية المطلة على الطريق العمومي، أين لاحظنا أحد الجدار وقد انهار.
* ممثل عن العائلات المعنية، السيد بوعينة، أكد أنهم استفادوا من سكنات المزرعة بموجب قرار تحويل صادر من نفس الهيئة في 4 أكتوبر 1993، وتم إشهاره بالسجل العقاري لولاية الجزائر. غير أن الإدارة ممثلة في بلدية القبة ودائرة حسين داي ضربت عرض الحائط بكل القوانين، حيث أصدرت بلدية القبة قرارا بطرد السكان دون مداولة، يقول السيد بوعوينة، مضيفا أن مجلس الدولة قرر في ديسمبر 2003 رفض قرار الإلغاء الصادر من بلدية القبة، إضافة إلى رفض الغرفة الإدارية لقرار الوالي المنتدب لحسين داي المتضمن ترحيل العائلات المعنية. * وتحدث ممثل العائلات عن شبهات تحوم حول إصرار بلدية القبة ودائرة حسين داي على طرد السكان، رغم شرعية مطالبهم، والتي لا تعدو مطالبة بتطبيق القانون، لافتا إلى نقاط مازالت تنتظر الكثير من التوضيح، منها إشعار بالطرد استلمه قبل أقل من 24 ساعة من أجل تنفيذ العملية، وكذا صدور تسخيرتين لتنفيذ حكم قضائي واحد، واصفا ذلك بالتعدي الصارخ على القانون. * والى حين فصل الغرفة الإدارية لمجلس قضاء الجزائر في القضية، مازالت قوات مكافحة الشغب ترابط بمحيط مزرعة "كوست" بالقبة، بعد توقيف ممثلي السكان، من بينهم السيد بوعونية، من طرف عناصر الأمن، ومن المقرر أن تحول أرضية المزرعة، حسب مصادرنا لانجاز حظيرة للسيارات ومحطة برية لحافلات نقل الطلبة. * وللوقوف على وجهة نظر الإدارة، حاولنا اصال بالبلدية، غير أن كل محاولات التواصل مع رئيسة بلدية القبة فشلت.