سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نساء يقطعن الطريق في قديل، ومواجهات بأحياء القصدير في "كوكا" و"اللوز" غليان شعبي في وهران أياما قبل عقد قمة الغاز وإصرار السلطات على محو النقاط السوداء
شهدت مدينة وهران صبيحة أمس العديد من الحركات الاحتجاجية التي كادت أن تتطور إلى أحداث شغب خطيرة، عقب إصدار السلطات التنفيذية أمرا لمباشرة عمليات الهدم في أكثر من موقع تحتله سكنات فوضوية، وتحديدا في منطقة "كوكا" التابعة للقطاع الحضري بوعمامة في وهران... والتي عرفت منذ صبيحة أمس، حالة من الغليان والإحتقان بين قاطني أحد المواقع القصديريّة الجبليّة، في وقت حاصرت فيه وحدات التدخل السريع التابعة لمصالح الدرك الوطني المكان خشية اندلاع مواجهات أو شغب، حيث تم إعلام السكان، بحسب مصدر رسمي، بعزم السلطات المحليّة هدم حوالي 65 بناية فوضويّة مشيّدة بجانب الطريق المؤدّي إلى الكورنيش وبالضبط بمحاذاة مصنع قديم يعرف باسم "كوكا"، وهو القرار الذي لم يهضمه السكّان الذين انتفضوا بشدّة، قائلين إنهم لم يعلموا بتاريخ الهدم، كما وقفوا في وجه الجرافات لمنعها من التوغل إلى الموقع وسط استنكار وسخط كبيرين لدى العائلات التي اعتبرت القرار مجحفا وجائرا، مضيفين أنّهم سيواجهون مصيرا مجهول" في حال إجلائهم من السكنات التي شيّدت حديثا في ظلّ معاناتهم من أزمة السكن، غير أنّ إصرار الجهات المعنيّة المدعمّة بوحدات التدخل السريع في بدء عمليّة الهدم زاد من تأزّم الوضع الذي بلغ حدّ إشعال قارورات الغاز والتهديد بالانتحار، حيث أقدم شاب على شرب كميّة معتبرة من البنزين ومحاولة إضرام النار في جسمه لبلوغه مرحلة متقدمة من اليأس والتوتر، فيما أغمي على العديد من المواطنين، منهم نساء وأطفال كانوا في موقع معزول نسبيّا، في الوقت الذي حاولت فيه بعض الأطراف الدخول في حوار مع المعنيين لتهدئة الأمور وإيجاد حلّ لغبنهم ومعاناتهم. من جانب آخر، أفادت جهات مقرّبة أنّ السلطات المحليّة قامت في غضون الأيّام القليلة الفارطة بإشعار السكان بتنفيذ القرار ومنحهم مهلة زمنيّة لجمع لوازمهم، بسبب إصرار تلك السلطات على محو كل النقاط السوداء عشية عقد قمة الدول المصدرة للغاز، إلاّ أنّ استحالة الظفر بمسكن لائق لحماية أطفالهم وتعسّر سبل النجاة من الأزمة لدى العديد منهم حال دون مغادرتهم للمنطقة. وفي وضع مشابه، عرف حي اللوز، وتحديدا المزرعة الواقعة خلف مقر الملحقة البلدية، عدة أحداث مؤسفة ومواجهات بين عدد من المواطنين الرافضين لقرار هدم مساكنهم الفوضوية من جهة، وأعوان الدرك والتدخل السريع من جهة ثانية، علما أن المواطنين الذين تحدثوا للشروق أكدوا أنهم لم يكونوا على علم بقرار الهدم أو تاريخه، مضيفين أن الحالة التي يوجدون عليها مهنيا واجتماعيا لا تسمح لهم بكراء بيت أو الرحيل إلى مكان آخر، حتى أن موظفا في القطاع العمومي، وأبا لخمسة أطفال قال للشروق إن الوضع الإنساني الذي كانوا يعيشونه في هذا الحي القصديري لا يبشر بأي خير، ولا يمت بأي صلة للحياة الكريمة، وبالتالي فهو ليس خيارهم ، بل دفعوا إليه دفعا، مطالبا من السلطات المحلية البحث عن حلول عاجلة وتوفير سكنات لهذه العائلات قبل التفكير في طردها إلى الشارع. في سياق متّصل، جدّدت أيضا عشرات العائلات بمنطقة قديل احتجاجاتها على ما وصفوه بالظلم في توزيع حصص من السكنات ذات الطابع الإيجاري الاجتماعي، حيث أقدمت النسوة منذ الصبيحة على شلّ حركة المرور وقطع الطريق المؤدّي إلى المنطقة مطالبين بالتحقيق في التجاوزات المقترفة من قبل المسؤولين، إذ سعت فرق الدرك الوطني لتهدئة الأوضاع والحيلولة دون حدوث انزلاق.