في خرجة عجيبة، دعا ما يسمى بالزعيم الجديد لتنظيم "القاعدة"، المدعو أيمن الظواهري، في شريط فيديو، بث ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، الجزائريين إلى ما سماه "الثورة"، كما دعا الليبيين إلى منع دول الحلف الأطلسي "من خطف انتصارهم"، وحسب موقع "سايت" فإن شريط الفيديو مسجل في أوت أو سبتمبر 2011 . * وقال الظواهري في الشريط المصور الذي بث على مواقع الأنترنت ونقلته أيضا مؤسسة سايت الأمريكية المتخصصة في رصد المواقع الاسلامية، إلى جانب العديد من وكالات الأنباء العالمية وأشرطة "الأخبار العاجلة" لعدد من الفضائيات، "أدعو إخواننا في الجزائر إلى أن يقتفوا أثرهم" في إشارة الى ما جرى في ليبيا من دمار وتدمير. * وبلغة لم يستخدمها ضد إسرائيل عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، قال الظواهري: "يا أسود الجزائر، ها هم إاخوانكم في تونس ثم في ليبيا قد ألقوا بالطاغيتين الى مزبلة التاريخ فلماذا لا تثورون، أنتم من ضربتم أروع الأمثلة في التضحية والجهاد والكفاح، فلماذا لا تثورون؟". * وفي تسجيله التحريضي الذي جاء في نحو 13 دقيقة، توجه الظواهري إلى الليبيين بالقول: "يا أهلنا في ليبيا، لقد انتزعتم هذا النصر بدمائكم وأشلائكم فلا تسمحوا لأحد بأن ينتزعه منكم". * وكان تنظيم "القاعدة" قد عيّن في ماي الماضي، أيمن الظواهري، 59 عاما، خلفا لأسامة بن لادن، وأصبح الظواهري "العقل المدبر" للعمليات والناطق الرسمي باسم "القاعدة". * وجاء تخصيص الظواهري للجزائر، في سياق حديثه عن "الثورات العربية"، ليفضح مجّددا محاولة "القاعدة" ركوب "الثورات" واستغلالها، علما أن التنظيم الإرهابي المسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، كان قد "أهدى" الجريمة الانتحارية التي استهدفت الأكاديمية العسكرية بشرشال، إلى "ثوار ليبيا"، وهو ما قرأته أوساط متابعة، على أنها محاولة لتبييض جرائم إرهابية لا تغتفر ولا تبرّر. * الظواهري الذي يحرّض "الجزائريين" على "الثورة" و"الاقتداء بالتونسيين والليبيين"، تناسى بأن الجزائريين فجّروا ثورة جماعية ضد الإرهاب و"القاعدة" منذ أكثر من عشر سنوات، ودفعوا خلالها الفاتورة غاليا، من خلال سقوط آلاف الشهداء، من أبناء الشعب بخناجر وقنابل الإرهابيين، باسم "الجهاد" وتنفيذا ل "فتاوى" مستوردة صادرة من الظواهري وأمثاله من دعاة إقامة "دولة إسلامية" بتكفير وإبادة المسلمين. * يبدو أن دعوة الظواهري- حسب ما يسجله مراقبون - كانت موجهة إلى أتباعه من الإرهابيين قصد مواصلة اعتداءاتهم وتفجيراتهم، واختار لهم هذه المرة، طاقية "الثورة" المزعومة، ولعل الظواهري يعلم أن الجزائريين أو غيرهم من الشعوب العربية، لا يُمكنها أن تستجيب لتنظيم إرهابي استباح دماء الأبرياء والعزل من المسلمين والمؤمنين بالله ورسله وأركان الإسلام الخمسة. * لقد تناسى الظواهري أن الجزائريين لم يستجيبوا ل"الثورة" الافتراضية التي ألّب عليها الصهيوني بيرنارد ليفي، واختار لها تاريخ 17 سبتمبر الماضي لتفجيرها بالجزائر، في إطار استنساخ مشاهد الدمار والخراب والمذابح التي حصلت بتونس وليبيا ومصر. * لقد التقى الصهيوني ليفي، والظواهري في التحريض على الفتنة والاضطرابات، عبر بلدان عربية، لا تنتظر شعوبها دعوة من هؤلاء ل "الثورة"، فقد ثار الجزائريون على الاستعمار وعلى الفساد وعلى الحڤرة ووقفوا مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، وضد التدخل الأجنبي في العراق وأفغانستان وليبيا، وثاروا أيضا ضدّ ترويع الأطفال وإغتصاب النساء، وضد الرعب والإرهاب و"المجاهدين" الذين يقتلون إخوانهم المسلمين ولا ينقلون "جهادهم" و"ثوراتهم" لتحرير القدس.