كشف وزير الخارجية الليبي السابق عبد الرحمن شلقم أن الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين، هو من أقنع الإمام الشيعي موسى الصدر بزيارة ليبيا، قبل اختفائه منها في ظروف غامضة. * شلقم الذي انشق عن نظام العقيد الليبي بعد اندلاع ثورة 17 فبراير في بنغازي، وزحف المعارضة فيما بعد على كل المناطق الليبية، تحدث في برنامج الذاكرة السياسية الذي بثته قناة العربية أول أمس، عن علاقته بالعقيد المخلوع الذي قال أنه كان محبا للاستعراض، عاشقا للذات، وهو قد شعر بالقلق الكبير عقب حادثة اختفاء الإمام الصدر، بالنظر إلى الشعبية الكبيرة التي كان يحظى بها في ليبيا، وأيضا سمعة لبنان كبلد في الجماهيرية، نتيجة الانتشار الثقافي والفني، إلى الدرجة التي كان فيها شلقم قد اقترح على معمر القذافي أن تكون لطرابلس سفارة ضخمة في بيروت، باعتبارها مختبرا سياسيا مهما في الشرق، لكن معمر القذافي رفض، وقال لشلقم يومها متسائلا: "ما رأيك في اتهامي بقتل الإمام الصدر"، وحينها، يقول شلقم: "لم أعرف هل كان يسألني لتبرئة نفسه من التهمة، أم لتهديدي بالقول أنني سألقى المصير نفسه لو أنني واجهته بآرائي ووجهة نظري المعاكسة لتفكيره"، خصوصا أن اختفاء الإمام الشيعي الشهير، جاء مباشرة بعد مجادلة بينه وبين العقيد، حسبما كشفه أحد رجال المخابرات الليبية في السابق، علما أنه كان مترددا في زيارة طرابلس، ولم يقم بذلك إلا بنصيحة من الرئيس السابق هواري بومدين الذي لم يتوان عن سؤال العقيد فيما بعد عن مصير الإمام المختفي. * للإشارة، فقد شوهد الصدر، الشخصية الشيعية البارزة، للمرة الأخيرة في31 أوت 1978 في طرابلس التي كان يزورها بدعوة من القذافي يرافقه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.