حاز فيلم "نورمال" للمخرج الجزائري مرزاق علواش على جائزة ترابيكا للأفلام الروائية الذي أسدل ستاره بالدوحة. * فيلم مرزاق الذي تابعه جمهور عريض من مختلف الجنسيات كان عبارة عن فيلم داخل فيلم، وأجمع النقاد على أن الفكرة والسيناريو كانا قمة في الاحترافية مما أهلّه للفوز بهذه الجائزة، مشيرين إلى أنه بلغة السينما يرقى لأن يكون منتوجا سنيمائيا يحترم المقاييس الخاصة بالفن السابع. * لكن الحوار الذي تضمنه الحفل أثار حفيظة الكثير من الجزائريين الذين اتهموا علواش بالمبالغة في إهانة الجزائر والجزائريين وتصوير بلد المليون ونصف مليون شهيد على أنه مجرد شارع متسخ سكانه يمارسون كل أنواع المحرّمات. * وقال أحد الجزائريين ممن تابع الفيلم وخرج في منتصفه نظرا لبعض اللقطات التي لم ترقه خاصة وأنه كان برفقة عائلته وكان يظن أن الفيلم مادام أنه جزائري لن يخرج عن المألوف مثلما اعتادت على ذلك السينما الجزائرية، إن مرزاق تمادى في إهانته للجزائريين وصوّر الشباب الجزائري على أنه هاوي رذيلة ولا هم له سوى الاختلاء بصديقته أو ممارسة الجنس معها! * وتدخل رفيقه الذي أثنى على فكرة الفيلم التي تعالج ربيع الثورات العربية بقالب فني رائع، وعلى الشباب المشاركين فيه من مدرسة الفنون الذين يتطلعون لمستقبل واعد، لكنه أعاب على مرزاق الإيحاءات التي حملها فيلمه كتصويره ربة البيت في العصر الحالي هي من تحكم في الجزائر تخرج متى تشاء وتذهب أينما تشاء وتفعل ما تشاء دون ضوابط ولا رقيب. * من جهته عبّر الكثيرون عن امتعاضهم لمبالغة مرزاق في الحوار والتي كان بإمكانه حذف بعضها خاصة وأنها لا تخدم بشكل عام فكرة الفيلم، خاصة وأن المجتمع الجزائري ليس نسخة للمجتمع الفرنسي الذي أراد مرزاق أن ينقل نفس صورته ويُسقطها على الجزائر. * ومن بين المشاهد التي ذكرها المستاؤون مشهد يُصور جزائري يتسول من عند الفرنسي ومشهد المرأة الجزائرية وهي تتخلى عن خمارها لما تركب سيارة "تاكسي"، فضلا عن بعض اللقطات التي توحي أن الفيلم غربي وليس جزائريا. * وخلص أحد المنتقدين إلى التأكيد على أن مرزاق علواش ومنذ فيلم "عمر قاتلاتو" وهو يحمل فكرة سيئة عن الجزائريين ودائما يُصورهم في صور غير لائقة، فمن الشاذ جنسيا في فيلم "شوشو" والذي تقمص الدور الرئيسي فيه غاد المالح إلى "باب الواد سيتي" الذي صوّر الجزائري على أنه يرضى بالذل من أجل الذهاب للضفة الأخرى.