عرفت العاصمة تونس خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، عددا من الإعتصامات وأعمال الشغب تطلبت تدخل قوات مكافحة الشغب لتفريق المتظاهرين، خاصة على مستوى شارع الحرية والشارع المقابل للمجلس التأسيسي بباردو، أين حضر الإسلاميون والسلفيون بالآلاف. * تدخلت صباح السبت قوات مكافحة الشغب والشرطة التونسية، لتفريق متظاهرين كانوا بصدد احتلال الطرقات وقطعها على حركة المرور، رافعين شعارات "تونس حرة لا السعودية لا قطر"، وأخرى مناهضة للإسلاميين ومهددين بثورة ثانية على ما أسموه "الدكتاتورية الجديدة ولكن هذه المرة بلحية وقميص"، في إشارة منهم لتخوفهم من سلطة الإسلاميين ممثلة في حركة النهضة الذين فازوا في الانتخابات التشريعية شهر أكتوبر الفارط. * من جهة أخرى، توافد الآلاف من الإسلاميين والسلفيين والمواطنين العاديين من مختلف الشرائح والأعمار إلى منطقة باردو، أين تجمعوا أمام المجلس التأسيسي، رافعين شعارات مناهضة لتلك التي رفعت طيلة الأيام الأربعة الماضية من طرف الديمقراطيين والحداثيين والعلمانيين والأحزاب الشيوعية والاشتراكية، كما رفع المتظاهرون "شعارات تونس دولة إسلامية" و"خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود" و"لا ميثاق لا دستور قال الله قال الرسول"، إضافة إلى صيحات الله أكبر التي كانت يرددها الجموع بصوت واحد. * وعرفت المنطقة تواجدا كثيفا لقوات الجيش التونسي والأمن والحرس الوطنيين، إضافة إلى قوات التدخل السريع، للحيلولة من أي اصطدام بين الإسلاميين الذين كانوا في جهة، وعدد من الديمقراطيين والعلمانيين في الجهة المقابلة لهم أمام الخيم التي نصبوها منذ أكثر من أربعة أيام. * كما شهدت منطقة "باردو" أمام المجلس التأسيسي رفع المعتصمين للمصاحف والرايات السوداء وترديد عبارات "الشعب التونسي يريد خلافة إسلامية" و"لا شرقية لا غربية تونس إسلامية إسلامية"، إضافة إلى تعزيز صفوف المتظاهرين بالمنتسبين للتيار السلفي العلمي وجمعية دار علوم الحديث بالزيتونة وأنصار حزب التحرير المطالب منذ إنشائه بتكوين خلافة إسلامية على منهج النبوة. * وتوعد المتظاهرون المطالبون بتحكيم الشريعة الإسلامية في تونس ما بعد عهد الرئيس الفار زين العابدين بن علي، بعدم مغادرتهم المنطقة حتى يعود الطرف الآخر من العلمانيين والديمقراطيين الذين نصبوا الخيم من حيث جاءوا. وكان إعتصام المتظاهرين الديمقراطيين قد عرف ليلة أمس هجوما من عدد من الملثمين والرافضين لتواجدهم أمام المجلس التأسيسي بباردو، وصرح مندوب الأمن الداخلي للشروق اليومي حول الحادثة أن الأمر لا يعدو أن يكون ردة فعل من أبناء الحي المجاور للمجلس التأسيسي الذين إستاءوا من ترديد الشعارات بأصوات عالية وقطع الطريق على حركة المرور.