عاد الهدوء الجمعة، إلى محيط المنطقة الشرقية للجزائر العاصمة، غداة خروج سكان حي بومعزة، بباش جراح في حركة احتجاجية، انتهت بإزالة المتاريس من على مدخل نفق واد اوشايح، بعد التزام السلطات الأمنية والإدارية بتنظيم لقاء سيجمع غدا الأحد ممثلي السكان مع والي الجزائر، أين سيتحدد مدى التزام السلطات بترحيل 700 عائلة . * وسط أجواء مشحونة بالغضب والتوتر، ينتظر سكان حي بومعزة ببلدية باش جراح لقاء الغد مع والي ولاية الجزائر، أين سيتم الفصل في عملية ترحيل السكان، الذين شددوا على تمسكهم بإعادة الإسكان في فترة زمنية لا تتجاوز جانفي 2012، حسب رئيس جمعية الحي، الذي أكد في اتصال مع "الشروق" أن الشكوك مازالت قائمة في مدى التزام الإدارة بتنفيذ وعودها. ولفت المتحدث إلى أن لقاء الجمعية مع الوالي المنتدب لدائرة الحراش، أفضى إلى تمسك الأخير بإعادة إسكان المعنيين خلال الصائفة المقبلة، وهو ما يرفضه المواطنون جملة وتفصيلا، وما يعزز شكوك السكان - يقول المتحدث - أن ممثل الإدارة رفض تمهير الاجتماع بمحضر رسمي، واصفا ذلك بأنه "مجرد كلام". وفي ظل تعنت المصالح المعنية في رفض مطالب السكان والتي تتعلق أساسا بترحيلهم من "أقبية" تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، تعاطى معها المواطنون بحركة احتجاجية بدايتها كانت سلمية بالنظر إلى التهدئة التي لا يمكن أن تطول أكثر - يضيف المتحدث -. وإلى جانب الوضع الاجتماعي المتردي لسكان بومعزة، فإن استثناءهم من عمليات الترحيل التي شرعت فيها ولاية الجزائر منذ مدة، زادت من احتقانهم، وسجلت في نفوسهم نوعا من" الاحتقار والتمييز"، كما حذر ممثل السكان، من أي فشل لاجتماع الغد قد يؤدي إلى انتفاضة لا يمكن التحكم في مسارها، مضيفا أن جمعيته لا تتحمل عواقب ذلك.